تحليل | هل سيستمر تراجع الشيكل أمام الدولار خلال 2023؟

iStock-956758458.jpg
المنقبون - The Miners

تراجعت العملة الإسرائيلية بنسبة 10% مقابل الدولار الأمريكي، في عام 2022، مع تعزيز العملة الأمريكية نفسها كملاذ آمن خلال عام شهدت مخاطر متنوعة.

وتعزز الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية في العالم بما فيها الشيكل خلال 2022، حيث تراجعت أسواق الأسهم العالمية وسعى المستثمرون إلى الحصول على عملة ملاذ آمن. 

وتراجعت قوة الدولار إلى حد ما في الأشهر القليلة الأخيرة من العام الجاري، لكنه ما يزال مرتفعاً بنسبة 9% مقابل سلة العملات الرئيسية هذا العام وبنسبة 10% مقابل الشيكل.

يوضح رئيس استراتيجية الأسواق في بنك لئومي، كوبي ليفي، أن السبب الرئيس لارتفاع قيمة الدولار مقابل الشيكل هذا العام هو تعزيز الدولار في جميع أنحاء العالم. 

وقال في تصريحات أوردتها صحيفة جلوبس: "إذا نظرت إلى الشيكل مقابل سلة العملات، فقد حافظ على استقراره واستمر في كونه عملة قوية من منظور تاريخي.. رغم ما توفره العملة الأمريكية للمستثمرين من الأمان".

في المقابل، فإن الأصول المالية الأخرى المعترف بها كملاذ آمن، مثل الذهب والين الياباني والفرنك السويسري، كافحت لتعمل كأصول آمنة خلال العام الجاري.

ونتيجة لذلك، تعزز الارتباط السلبي بين الدولار وسوق الأسهم، ويعمل على النحو التالي: أداة تحوط ضد الانخفاضات في أسواق الأسهم.

تفسير آخر قدمه بنك ديسكونت، هو أن الضرر الذي لحق بالنشاط الاقتصادي العالمي قد دعم أيضا تقوية الدولار، لأن الولايات المتحدة كانت أقل تأثرًا بالأحداث العالمية مثل الحرب في أوكرانيا وكوفيد في الصين.

يقول ليفي: "يضاف إلى كل هذا ارتفاع معدل الفائدة في الولايات المتحدة، والذي ينتج عائدا أفضل من الاقتصادات الأخرى هذا العام". 

** الشيكل لم يبرز سلبا أو إيجابا

يوضح ليفي أن "الشيكل خسر حوالي 10% أمام الدولار هذا العام.. وهذا أمر مهم للغاية مقارنة بالفترات الأخرى.. ومع ذلك، كان عام 2022 استثنائيا في جميع الأسواق المالية، ليس فقط في سوق الصرف الأجنبي ، ولكن أيضًا في الأسهم والسندات وغيرها". 

ويوضح ليفي: "لقد انخفضت قيمة الشيكل مقابل الدولار هذا العام، ولكن مقابل سلة العملات الرئيسية الأخرى، فقد حافظ إلى حد ما على قوته.. في عام 2022 تم خلق الظروف التي أدت إلى توازن بين العوامل التي تدعم ارتفاع قيمة عملة الشيكل ودعم تخفيض قيمته".

وشملت العوامل التي تدعم تعزيز الشيكل فائض الحساب الجاري (صادرات أكثر من الواردات)، واستمرار تدفق الاستثمار الأجنبي إلى إسرائيل، سواء في الاستثمارات المباشرة أو في الاستثمارات المالية.

كان أهم عامل تسبب في انخفاض قيمة الشيكل في عام 2022 هو انخفاض أسواق الأسهم؛ يقول ليفي: "كانت النتيجة أن اشترى المستثمرون الدولارات بوتيرة سريعة".

** توقعات عام 2023

يقدر الرئيس التنفيذي لشركة بيكو لإدارة المخاطر والاستثمارات، يوسي فرايمان، أنه في النصف الأول من عام 2023 على الأقل، من المحتمل أن يرتفع الدولار مقابل الشيكل.

افتراضات "فرايمان" الأساسية هي أن الحرب في أوكرانيا، ستستمر، وأن الصين لن تعود بعد إلى النشاط الاقتصادي الكامل بسبب كوفيد. 

بناءً على هذه الافتراضات، ونظراً للكم الهائل من الاستثمارات في الخارج من قبل المستثمرين المؤسسيين الإسرائيليين، والتي ستظل مهمة، ستستمر أنشطة هذه المؤسسات في التأثير بشكل كبير على سوق العملات المحلية.

فيما يتعلق بالسوق، لا يرى فرايمان "عامل تغيير كبير في اللعبة.. إذا افترضنا على سبيل المثال أن الصين عادت إلى النشاط الكامل، فسيكون ذلك كافيا لدفع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل وتسريع التضخم". 

ويوضح قائلاً: "طالما أن كوفيد لا يزال موجودا، فمن المتوقع أن يظل الوقود في نطاق 60-90 دولارا للبرميل.. لذلك، خاصة بسبب التباطؤ في النشاط الاقتصادي العالمي، لا نتوقع ضغوطًا تضخمية غير عادية وجديدة من جانب المواد الخام".