تقرير | محافظ المركزي الروسي.. امرأة تقود معركة شرسة

2019-06-14T131718Z_144395397_RC1ED7954360_RTRMADP_3_RUSSIA-ECONOMY-RATES.JPG
المنقّبون - The Miners - العين الإخبارية

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الثالث، بينما لا تلوح أي بوادر على وقف النار، بينما تجري معارك أخرى داخل المؤسسات السيادية.

في روسيا، حيث يواصل البنك المركزي الروسي العمل تحت ظروف عمل مليئة بالعقبات والعقوبات الغربية التي لم تتوقف منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014.

في الأسبوع الأول من الحرب الروسية على أوكرانيا، فرض الغرب عقوبات ضد موسكو وبنكها المركزي وأكثر من 7 بنوك أخرى، وعقوبات مالية هدفها الإضرار بالعملة المحلية (الروبل) وبالاقتصاد، وضرب السياسة النقدية.

وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن البنك المركزي الروسي وأسعار صرف العملات، نجح الغرب في أول أسبوعين، في إضعاف الروبل ليتراجع سعره من 76 مقابل الدولار قبل الحرب، إلى 150 روبل بتاريخ 8 مارس/آذار 2022.

إلا أن محافظ البنك المركزي الروسي "ألفيرا نابيولينا"، اتخذت رزمة خطوات لوقف تخارج النقد الأجنبي من السوق الروسية، وحظرت على الأجانب شراء أو بيع الأصول حتى 18 أبريل/نيسان الماضي.

اليوم، وبعد قرابة 10 أسابيع على الحرب، يبلغ سعر صرف الدولار 69 روبل، أي أن العملة الروسية أقوى من فترة ما قبل الحرب، بل أعلى مستوى أمام الدولار في عامين.

من هي "ألفيرا نابيولينا"؟

"ألفيرا نابيولينا" محافظ البنك المركزي الروسي عمرها 58 عاما وتولت منصبها في عام 2013، وهي أول امرأة تدير بنكا مركزيا لدولة من مجموعة الثماني، وكانت المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تضعها "فوربس" في المرتبة الـ 60 كأقوى امرأة في العالم لعام 2021، اشتهرت عالميا بمواقفها القوية في مكافحة التضخم، وهو الهدف الذي تحاول اليوم تحقيقه لكبح جماح التضخم التي تجاوزت 17.7% ذروة 20 عاما.

تخرجت نابيولينا من جامعة موسكو الحكومية عام 1986؛ وعلى مدى الاثني عشر عاما التالية، شقت طريقها من خلال اتحاد العلوم والصناعة في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، ثم من خلال وزارة التنمية الاقتصادية والتجارة. 

عملت في أحد البنوك لمدة عامين، ثم عادت إلى الوزارة في عام 2000 كنائب أول، بعد أن أصبح فلاديمير بوتين رئيسا للوزراء في العام السابق.

منذ ذلك الحين، ظلت نابيولينا قريبة من بوتين على الرغم من عدم توافقهما في كثير من السياسات التي تتبعها، لكنه يثق فيها، بدليل أنه عينها وزيراً للتنمية الاقتصادية والتجارة عند أصبح رئيسا عام 2000. 

عندما تم انتخابه رئيسا لولاية ثالثة في عام 2012، أدخلها إلى الكرملين، وجعلها مستشارة للشؤون الاقتصادية؛ وفي العام التالي، عينها بوتين محافظا للبنك المركزي لروسيا وقد رشحها لولاية ثالثة في 18 مارس/آذار من العام الجاري.

أثار نابيولينا إعجاب المجتمع المصرفي العالمي، لقد رحب بها المصرفيون لاتخاذها موقفا قويا في القطاع المصرفي الروسي بين عامي 2013 و2017، عندما سحبت أكثر من 300 ترخيص مصرفي من مؤسسات كانت إما ضعيفة بشكل مزمن أو لا تخضع لقوانين حازمة.

وأشادوا بها لاتخاذها موقفا قويا بشأن التضخم، وخفض السعر الأساسي إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 2.18% في فبراير/شباط من عام 2018، وأشادوا بها لسماحها بتعويم الروبل في عام 2014، بدلاً من التحكم في سعر الصرف.

وفي عام 2015، اختارت مجلة يوروموني "نابيولينا" الشخصية المصرفية لذلك العام، وفي عام 2017، اختارت The Banker اسمها كشخصية مصرفية لذلك العام في أوروبا. 

في العام التالي، دعاها صندوق النقد الدولي لإلقاء محاضرة ميشيل كامديسوس السنوية المرموقة.