تقرير | الذهب وبتكوين يقفزان مع تصاعد المخاوف من جبل الديون العالمية

image-14-1024x681.png
المنقبون - The Miners / الغد

تزايدت المخاوف المالية في بعضٍ من أكبر اقتصادات العالم، مما أضاف زخماً لما يُعرف باسم «تجارة تآكل العملات» (Debasement Trade)، إذ يتدفق المستثمرون نحو الأصول التي تُعتبر ملاذاً آمناً مثل بتكوين والذهب والفضة، ويتراجع إقبالهم على العملات الرئيسية.

فمع تراكم جبلٍ متنامٍ من الديون في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، تكافح الحكومات لإدارته، الأمر الذي يعزز جاذبية الأصول البديلة مثل المعادن الثمينة والعملات المشفّرة، والتي تسجّل مستويات قياسية جديدة.

وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في مجموعة Pepperstone، إن “الأوضاع السياسية في هذه الدول تمنح المستثمرين سبباً لشراء الذهب وبتكوين كوسيلتين للتحوّط من تآكل القيمة النقدية.” 

وأضاف: “لقد أصبحت هذه تجارة زخم حقيقية. لا شيء يُغذي المعنويات مثل سوقٍ ترتفع فيه الأسعار — عليك أن تكون داخل اللعبة.”

الين واليورو يتراجعان

وتراجع الين الياباني بنسبة 1.6% مقابل الدولار يوم الاثنين، مع استعداد النائبة المؤيدة للتحفيز المالي ساناي تاكايئتشي لتولي منصب رئيس الوزراء المقبل لليابان، وهو ما عزز التوقعات بحزمة تحفيز جديدة وقلّل الرهانات على رفعٍ فوري للفائدة من بنك اليابان.

تزامن ذلك مع تداول الذهب وبتكوين عند مستويات قياسية مقابل الين الياباني.

أما اليورو فقد انخفض بنسبة 0.1% أمام الدولار، في حين ارتفع مؤشر بلومبرغ لقوة الدولار بنسبة 0.3% مستعيدًا جزءًا من خسائر الأسبوع الماضي، لكنه لا يزال منخفضًا بنحو 8% منذ بداية العام.

الذهب وبتكوين عند قمم تاريخية

سجّل الذهب يوم الاثنين ارتفاعاً إلى مستوى قياسي جديد فوق 3900 دولار للأونصة، فيما اقتربت الفضة من تسجيل رقم قياسي آخر، بينما واصلت بتكوين التداول قرب مستواها التاريخي الأعلى الذي بلغته خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أما الدولار الأمريكي، الذي فقد نحو 30% من قيمته أمام بتكوين هذا العام، لا يزال تحت ضغط الإغلاق الحكومي المستمر في واشنطن. أما في أوروبا، فتزيد الاضطرابات السياسية في فرنسا من حالة عدم اليقين في منطقة اليورو.

جبل الديون العالمي

في جوهر هذه التحركات تكمن الديون المتصاعدة عبر الاقتصادات الكبرى — الولايات المتحدة، اليابان، وأوروبا — والتي أصبحت عبئًا يصعب السيطرة عليه. هذه الدينامية تُعزّز الطلب على الملاذات المالية البديلة التي ينظر إليها المستثمرون كتحوّط ضد تآكل قيمة العملات التقليدية.

وكتب محللون لدى جيه بي مورغان تشيس وشركاه بقيادة ميرا شاندان في مذكرة بتاريخ 3 أكتوبر أن “النمط المألوف لتآكل قيمة الدولار أمام الأصول الاحتياطية البديلة في ظل اضطراب واشنطن يظهر مجددًا.”

وأضافت المذكرة: “حتى وإن لم تكن الارتفاعات في المعادن الثمينة الأخرى بمقدار ارتفاع الذهب، فإنها تشهد صعودًا حادًا وواسع النطاق، مشابهًا لما حدث عقب الأزمة المالية العالمية وخلال سنوات سياسات التيسير الكمي.”