تقرير | الأردن يعزز احتياطاته من الذهب وسط ارتفاع أسعاره عالميا

المنقبون - The Miners

في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، اتجه البنك المركزي الأردني، إلى تعزيز احتياطاته من المعدن الأصفر كملاذ آمن يدعم استقرار الاقتصاد الوطني ويحميه من تقلبات الأسواق.

وبحسب بيانات رسمية حديثة صادرة عن البنك المركزي الأردني، ارتفعت قيمة احتياطي الذهب في الأردن إلى 4.763 مليار دينار مع نهاية فبراير/ شباط 2025، مقارنة بـ 4.257 مليار دينار في نهاية عام 2024، بزيادة بلغت 506 ملايين دينار (ما يعادل نحو 713 مليون دولار أمريكي).

كما زادت كمية الذهب المحتفظ بها من 2.304 مليون أونصة إلى 2.318 مليون أونصة خلال نفس الفترة، في خطوة تؤكد اعتماد البنك المركزي على استراتيجية تنويع الأصول وتحقيق الأمن المالي في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الذهب.

استراتيجية مرنة

وباع البنك المركزي الأردني نحو 105 آلاف أونصة من الذهب خلال شهر فبراير، ثم عاد واشترى 100 ألف أونصة، في خطوة تعكس اتباع سياسة مرنة لإدارة الاحتياطات من خلال البيع والشراء حسب حركة السوق العالمية.

ويرى خبراء أن هذه الاستراتيجية تعكس وعياً اقتصادياً بأهمية الذهب كأداة تحوط من التضخم وتقلبات العملة، وخاصة في فترات عدم اليقين الجيوسياسي والمالي.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه حركة شراء الذهب لأغراض الزينة والزواج في السوق المحلية، بسبب الارتفاع الكبير في أسعاره، اتجه المواطنون إلى شراء الذهب لغايات الادخار، وهو ما أكده رئيس نقابة تجار الحلي والمجوهرات الأردنية، ربحي علان.

وأشار علان إلى أن المواطنين باتوا ينظرون إلى الذهب كوسيلة ادخار آمنة بدلاً من مظاهر التزين أو الاستثمار السريع، خاصة مع تقلبات السوق وتراجع القدرة الشرائية.

وفي المقابل، زادت القطاعات التصنيعية للذهب من صادراتها إلى الأسواق العالمية، لتصل قيمتها إلى نحو 700 مليون دولار سنوياً.

خطط حكومية للتنقيب

على الجانب الحكومي، أعلن وزير الطاقة الأردني، صالح الخرابشة، أن هناك توجهاً حقيقياً لتكثيف عمليات التنقيب عن الذهب والنحاس والمعادن الأخرى، مشيراً إلى توجه لمنح تراخيص لشركات مختصة في هذا المجال، خاصة في المناطق الجنوبية الغنية بالصخر الزيتي، والذي يرتبط عادة بوجود عروق الذهب.

وأكد علان بدوره وجود مؤشرات قوية على توافر الذهب في مناطق الجنوب الأردني، وهو ما يعزز الآمال بمزيد من الاستقلالية في إنتاج الذهب محلياً، وتقليل الاعتماد على الأسواق العالمية.

وعالمياً، لا يزال الذهب يتصدر المشهد كأكثر الملاذات أماناً، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، واضطراب الأسواق العالمية، وارتفاع التضخم في كبرى الاقتصاديات، وعلى رأسها الولايات المتحدة.