تقرير | احتجاجات فرنسا.. شرارة ثورة على أنظمة التقاعد العالمية

143-145957-best-retirement-systems-world-this-is-the-best_700x400.jpg
المنقبون - The Miners

تحولت أنظمة التقاعد حول العالم إلى إحدى الأزمات المتصاعدة، بسبب الإرهاق المتزايد لميزانيات الدول على مسألتي التقاعد والرعاية الصحية.

ففي فرنسا التي تشهد أعنف احتجاجات في تاريخها المعاصر، جراء مواجهة بين 740 ألف متظاهر نزلوا إلى الشارع، بينهم 93 ألفا داخل باريس وحدها، و13 ألف شرطي بينهم 5500 في باريس.

وذلك بسبب رفع سن تقاعد الموظفين من 62 إلى 64 عاما، إذ تشير التقديرات إلى أن فرنسا قد تكون شرارة ثورة ضد أنظمة التقاعد حول العالم.

من هنا فتحت "العين الإخبارية" ملف أنظمة التقاعد العالمية، إذ تبين أن الدول المتقدمة هي أكثر من يعاني من تصاعد فاتورة أنظمة التقاعد، لكنها في المقابل، لا تزال حتى اليوم تقدم أفضل النماذج في كرامة التقاعد لمواطنيها، طبقا لما تظهره مؤسسات التقاعد العالمية.

وتمتلك البلدان التالية أفضل أنظمة المعاشات التقاعدية في عام 2022، في وقت لم تُدرج الولايات المتحدة في قائمة الأفضل، بسبب بعض نقاط الضعف التي تعتري شروط قائمة الأفضل على مستوى العالم.

44 نظاما عالميا للمعاشات التقاعدية

وأصدر مؤشر المعاشات التقاعدية العالمي لمعهد Mercer CFA، نهاية العام الماضي، تقريره السنوي الذي ينظر في 44 نظاما عالميا للمعاشات التقاعدية، والتي تمثل 65% من سكان العالم، ويصنفها من الأفضل إلى الأسوأ.

ومن الضروري أن يكون لدى الأفراد خطط تقاعد قوية في العمل لأن المستويات المرتفعة من التضخم، وارتفاع معدلات الفائدة، وزيادة عدم اليقين بشأن الظروف الاقتصادية، التي تضيف ضغطا ماليا إضافيا على الأنظمة الحالية.

والتقاعد وأجر التقاعد، هو أحد أهم عناصر الاستقرار المالي للأفراد كبار السن، بعد نهاية سن العمل، وهي السن التي تشهد اليوم تظاهرات حادة في فرنسا رفضا لرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.

وسيتعين على الأسر التفكير في التوازن الصحيح بين الحصول على دخل ثابت، والوصول إلى بعض رأس المال، والحماية من المخاطر المستقبلية، نظرا للعديد من حالات عدم اليقين التي يوجهها المتقاعدون.

وتضع عديد الدول، شروطا صارمة حتى يكون الفرد ضمن المشمولين في أنظمة التقاعد الخاصة بها، ففي آيسلندا على سبيل المثال، يجب أن تكون قد عشت في البلد لمدة 40 عاما على الأقل أو أكثر، من سن 16 إلى 67 عاما، للاستفادة الكاملة من معاش الشيخوخة، وفقا لموقع المفوضية الأوروبية.

وترتبط برامج المعاشات التقاعدية في الدولة بالدخل الآخر لديك، مما يعني أن المبلغ يمكن أن ينخفض إذا كان لديك دخل آخر ويتم إلغاؤه تماما إذا تجاوز دخلك مبلغا معينا.

وأكثر الدول التي حصلت على أفضل المعاشات التقاعدية في عام 2022، هي أيسلندا في المرتبة الأولى عالميا، ثم جاءت كل من هولندا، الدنمارك، إسرائيل، فنلندا، أستراليا، النرويج، السويد، سنغافورة.

أفضل الدول في أنظمة التقاعد

ويعتمد اختيار أفضل الدول في أنظمة التقاعد على: سن التقاعد، الأجر النهائي الذي يحصل عليه المتقاعد، نسبة النمو في راتب التقاعد بفعل التضخم، البرامج المساندة للمتقاعدين (برنامج الرعاية الصحية، مجانية الخدمات الحكومية).

كما يعتمد على كل من: الكفاية، أي المستوى الأساسي للدخل بالإضافة إلى تصميم نظام المعاشات التقاعدية الخاص في المنطقة؛ والاستدامة، أي سن التقاعد للدولة، ومستوى التمويل المتقدم من الحكومة، ومستوى الدين الحكومي، وأيضا النزاهة، أي اللوائح والحوكمة الموضوعة لحماية أعضاء الخطة.

ووفقا لموقع المفوضية الأوروبية على الإنترنت، يتكون نظام التقاعد الدول الإسكندنافية من ثلاثة أركان: قانون معاشات الشيخوخة العامة (AOW)، واستحقاق المعاش التكميلي عن طريق صاحب العمل، وسياسات المعاشات الفردية التكميلية.

واحتلت الدنمارك المركز الثالث في القائمة؛ حصلت على درجة إجمالية من A ودرجة إجمالية تبلغ 82؛ حيث تقدم الدولة للمتقاعدين خيار الحصول على التقاعد المبكر عندما يكونون في سن 67 عاماً.

على الرغم من أنها لم تكن ضمن المراكز العشرة الأولى، إلا أن الولايات المتحدة احتلت المرتبة 20 في القائمة؛ وحصلت على درجة عامة من C + ودرجة 63.9.

ولكن مع تقدم سكان العالم في السن، وتسريع جائحة COVID-19 في زيادة عدد المتقاعدين بالفعل، لا يزال هناك درجة كبيرة من التباين في جودة خطط المعاشات التقاعدية العامة في جميع أنحاء العالم.

على الطرف الآخر من الطيف، سجلت الفلبين والأرجنتين وتايلاند أدنى مرتبة في الترتيب كأسوأ الدول التي تملك أنظمة تقاعد لمواطنيها. إذ سجلت تايلاند درجات منخفضة بشكل خاص في فئة الكفاية.

ويبدو أن البلدان تعمل بشكل مطرد على تحسين أنظمة المعاشات التقاعدية لديها؛ من عام 2020 إلى عام 2022، ارتفع متوسط درجة المؤشر العام بمقدار 1.0.