تقرير | مستودعات الغاز ممتلئة.. هل تجاوزت أوروبا أزمة الطاقة في الشتاء؟

iStock-1192158786.jpg
المنقبون - The Miners

من أجل تجنب التداعيات المحتملة لموسم الشتاء الحالي، وضمان عدم بلوغها لحد الكارثة، أوروبا ماضية في تأمين إمدادات الغاز.. لكن هل تكفي؟

مستودعات الغاز شبه ممتلئة

لقد أصبحت أوروبا مستعدة إلى حد ما لمواجهة هذا الشتاء مع مواقع تخزين الغاز شبه الممتلئة والتدفق المستمر لواردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، ولكن يرى كبار المسؤولين التنفيذيين لأكبر شركات النفط والغاز الكبرى في أوروبا أن القلق الحقيقي بشأن إمدادات الغاز يتعلق بفصل الشتاء خلال العام المقبل.

وكانت مواقع تخزين الغاز في أوروبا اعتبارًا من 31 أكتوبر/تشرين الأول 2022، ممتلئة بنسبة 95% مع امتلاء المخازن الألمانية بنسبة 99%، وفقًا لبيانات من "جاز إنفراستراكشر يوروب".

وبالفعل، استطاعت دول المنطقة الوصول إلى هذه المستويات بدعم من ارتفاع واردات الغاز الطبيعي المسال، في ظل الطقس المعتدل المستمر خلال أكتوبر وأوائل نوفمبر، مما خفف من المخاوف بشأن نقص إمدادات الطاقة هذا الشتاء.

وعادة يؤدي الطقس المعتدل في معظم أنحاء أوروبا إلى تأجيل بدء موسم التدفئة، مما يمنح البلدان الفرصة لتخزين المزيد من الغاز مع انخفاض الطلب على الطاقة من أجل التدفئة.

وعلى سبيل المثال، ساعد الطقس الدافئ منذ بداية أكتوبر الشركات والأسر في ألمانيا على توفير 22% و26% على التوالي من استهلاك الغاز مقارنة بالمتوسط السنوي من عام 2018 إلى 2021، بحسب وكالة الشبكة الفيدرالية.

فيما يعتقد المحللون أن أوروبا ستستمر أيضًا في رؤية حجم كبير من واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، حيث ستؤدي قيود الإغلاق الجديدة المرتبطة بفيروس "كوفيد-19" في جميع أنحاء الصين إلى إضعاف الطلب هناك.

هذا الأمر من شأنه ضمان استمرار المستوى القياسي لشحنات الغاز الطبيعي المسال إلى شمال غرب أوروبا والمملكة المتحدة.

ومع ذلك، حدث الانخفاض الكبير في إمدادات الغاز الروسي هذا العام في يونيو/حزيران فقط، ما يعني أن أوروبا كانت لا تزال قادرة على تخزين بعض الغاز الروسي في وقت سابق من هذا العام.

الفجوة أوسع في 2023 بدون الغاز الروسي

بينما قبل شتاء عام 2023، ستكون الفجوة في إمدادات الغاز في أوروبا أوسع بكثير بدون الغاز الروسي، لأن أوروبا لن تستورد الكثير من الغاز الروسي، وربما لن تستورد أي شيء على الإطلاق إذا قطعت روسيا عمليات التسليم عبر الرابط الوحيد الذي تم تشغيله عبر أوكرانيا.

وبالتالي قد تواجه أوروبا أزمة بسبب نقص الإمدادات مقارنة بالواردات المستقرة نسبيًا من روسيا في النصف الأول من هذا العام، حيث بدأت موسكو خفض التدفقات تدريجيًا عبر "نورد ستريم" في يونيو/حزيران، قبل إغلاق خط الأنابيب في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال "راسل هاردي" الرئيس التنفيذي لشركة "فيتول": "أمامنا شتاء صعب، وبعد ذلك يكون لدينا شتاء أكثر صعوبة في العام القادم، لأن الإنتاج الذي سيتوفر إلى أوروبا في النصف الأول من عام 2023 أقل بكثير من الإنتاج الذي كان متاحًا لنا في النصف الأول من عام 2022".

التحدي الأكبر لأوروبا بالعام المقبل

وقد نجح الاتحاد الأوروبي في ملء المستودعات بنسبة 95% قبل الشتاء الحالي، بزيادة 5% أو 5 مليارات متر مكعب عن متوسط الخمس سنوات، لكن وكالة الطاقة الدولية قالت إن التحدي العام المقبل سيكون أكبر على الأرجح.

ووجد تقرير الوكالة أن أوروبا قد تواجه فجوة تصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي خلال فترة الصيف التي ينخفض فيها الطلب، مما يهدد بإعادة تعبئة مواقع تخزين الغاز في عام 2023.

وقال رئيس وكالة الطاقة "فاتح بيرول" إن مثل هذه الفجوة قد تؤدي إلى امتلاء المخازن بنسبة 65% فقط قبل الشتاء المقبل، بدلاً من 95% المستهدفة.

ومن أجل ذلك، حث "بيرول" الحكومات الأوروبية على تسريع التحسينات في كفاءة الطاقة وتسريع نشر الطاقة المتجددة والمضخات الحرارية، من بين تدابير أخرى.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة إنه اعتمادًا على الطقس، يمكن أن تتراوح مستويات التخزين بحلول نهاية موسم التدفئة الحالي ما بين 5% و35%، مما يؤدي إلى تخزين أحجام غاز بين 60 مليار متر مكعب و 90 مليار متر مكعب لصيف 2023.

وتشير التوقعات أيضا إلى أن الاستعداد لفصل الشتاء العام المقبل أمر بالغ الأهمية، ويجب أن يستمر الحد الأقصى من الإمدادات لكافة المستودعات الأوروبية حيثما كان ذلك ممكنًا ولأطول فترة ممكنة، من أجل تجنب الأزمة المحتملة.