"لا أعرف .. لست عالماً".. هذا رد رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، على سؤال بشأن تأثيرات الوقود الأحفوري على تغير المناخ.
مالباس، الذي يشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واجتماعات فرعية مرتبطة بها، كانت له مداخلة حول التغير المناخي والجهود العالمية لخفض الاحترار العالمي.
هذا التصريح لرئيس البنك الدولي، جعله يواجه دعوات للإطاحة به، بعد أن رفض قبول النشاط البشري كسبب لتغير المناخ، فيما اتهمه آخرون بأنه يسير خلف الرئيس السابق دونالد ترامب غير المقتنع بتغير المناخ.
ما القصة؟
القصة باختصار هي أن ديفيد مالباس تعرض لضغوط متكررة من قبل دعاة حماية البيئة هذا الأسبوع، حول ما إذا كان يوافق على أن حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وكان رده: "لا أعرف.. أنا لست عالما".
انتقدت جماعات حماية البيئة الإجابات المراوغة من رئيس البنك الدولي، فيما طالب تحالف التحول الكبير، وهو مجموعة من المنظمات غير الحكومية تدفع بنوك التنمية إلى مكافحة تغير المناخ بشكل أكثر قوة، البنك الدولي بإقالة مالباس من منصبه.
وقالت تسنيم إيسوب، المديرة التنفيذية في شبكة العمل المناخي، في بيان: "لكي يحافظ البنك الدولي على ذرة من اللياقة، لا يمكن لمالباس أن يظل رئيسا".
حتى البيت الأبيض يهتم بتصريحات مالباس.. قالت وزارة الخزانة الأمريكية خلال وقت مبكر اليوم الخميس، إنها تتوقع أن يكون البنك الدولي "شريكًا كاملاً" عندما يتعلق الأمر بمكافحة تغير المناخ.
بحسب بيانات مؤسسة "the climate"، فإن الوقود الأحفوري هو أحد مسببات التغير المناخي، إلا أن المسبب الأكبر هو الفحم المحترق، والذي يحظى هذا العام، بزيادة في الطلب.
تقود دول أوروبا، التي طالما نادت بمحاربة التغير المناخي، والانفكاك عن الوقود الأحفوري من مزيج الطاقة لديها، الطلب العالمي على الفحم هذا العام، بسبب تراجع إمدادات الغاز الطبيعي الروسي.
وعادت دول مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وإيطاليا والنمسا إلى الفحم والطاقة النووية، وأعادوا تشغيل محطات توليد للكهرباء تعمل على الفحم لتوفير الكهرباء، إلا أنها خطوة لم تحظ برفض المؤسسات المناصرة للبيئة.
وبالعودة إلى الهجوم على مالباس، وصف نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور، مالباس، بأنه "منكر المناخ"، وقال إنه من "السخف أن يكون مالباس هو المسؤول"، ودعا إدارة بايدن إلى ترشيح شخص جديد".
منذ شهور، تشعر إدارة بايدن بالإحباط من مبادرات البنك الدولي بشأن تغير المناخ؛ ففي يونيو/حزيران الماضي، ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن وزارة الخزانة اشتكت من "فجوات في الطموح المناخي" في خطاب أرسل إلى البنك الدولي.
قال البنك الدولي فجر اليوم الخميس، إنه "أكبر ممول متعدد الأطراف للاستثمارات المناخية في البلدان النامية". إذ قدم بنك التنمية 31.7 مليار دولار لتمويل المناخ في السنة المالية 2022، وهو رقم قياسي وزيادة بنسبة 19% عن العام السابق.
رشح الرئيس دونالد ترامب مالباس، الذي كان آنذاك وكيل وزارة الخزانة للشؤون الدولية، ليكون رئيسًا للبنك الدولي في عام 2019، ليحل محل الرئيس المنتهية ولايته جيم يونغ كيم؛ ووافق المجلس التنفيذي للبنك بالإجماع على الترشيح.
حسب التقاليد، فإن الولايات المتحدة - وهي أيضا أكبر مساهم في المؤسسة المالية الدولية - ترشح رئيس البنك الدولي، بينما يأتي رئيس صندوق النقد الدولي من أوروبا.
وليس سرا أن الأضرار الناجمة عن الطقس القاسي الناجم عن تغير المناخ، تهدد بأن تكون عبئا كبيرا على الاقتصاد العالمي.
في أبريل/نيسان الماضي، قدر مكتب الإدارة والميزانية في الولايات المتحدة أن تغير المناخ سيخفض الإيرادات الفيدرالية بمتوسط 2 تريليون دولار كل عام من الآن وحتى عام 2030.