تقرير | هل تسرق روسيا حبوب أوكرانيا عبر "القرم"؟

2022-07-15T204927Z_1639678344_RC2KCV9G2XIH_RTRMADP_3_EUROPE-WHEAT-CROPS.jpg
المنقّبون - The Miners - بلومبرغ

تقوم شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا بشحن ما يزيد على 50 ضعف حجم المواد الغذائية التي من المعتاد أن تشحنها في مثل هذا التوقيت من السنة، ما يدل غالباً على أن الحبوب الأوكرانية المستولى عليها يجري نقلها للخارج، بحسب محللين وما ذكرته كلية كييف للاقتصاد.

شحن ميناء "سيفاستوبول" نحو 462200 طن من سلع زراعية مثل الحبوب والبذور الزيتية والزيوت النباتية والبقوليات والبروتينات منذ بداية شهر مارس الماضي، بحسب شركة الأبحاث "أغفلو" (AgFlow) التي يقع مقرها في جنيف.

تعد الصادرات الغزيرة عبر ميناء "سيفاستوبول"، الذي يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، علامة محتملة على حدوث عمليات تهريب، بحسب المحللة إيلينا نيروبا لدى شركة "ماكس غرين" (Maxigrain)، التي كانت تقيم في السابق داخل أوكرانيا. 

ويبلغ إنتاج شبه جزيرة القرم بأكملها، التي قامت روسيا باحتلالها في سنة 2014، ما بين 500 ألف طن إلى 900 ألف طن من القمح سنوياً، يذهب غالبيتها للاستهلاك المحلي.

قالت "نيروبا" من لندن: "هذا هو الأسلوب الذي تقوم روسيا به بتصدير الحبوب المسروقة". وتابعت: "يعد ميناء القرم كبيراً وأكثر قرباً وكافة الأراضي الواقعة على امتداد الطريق تخضع لسيطرة روسيا".

وجهت أوكرانيا لروسيا اتهاماً بسرقة الحبوب من المناطق المحتلة والقيام بتصديرها. وخلال الأسبوع الماضي، استدعت أوكرانيا السفير التركي، معترضة على "موقف غير مقبول" عقب إفراج السلطات في تركيا عن سفينة روسية قالت كييف إنها كانت تحمل حبوباً جرى الاستيلاء عليها من ميناء "بيرديانسك" الأوكراني.

في حين تنكر روسيا سرقتها للحبوب، روجت علانية لاستئناف عمليات شحن الحبوب عبر الموانئ المحتلة. وقالت سلطات تابعة للاحتلال في أوكرانيا إن واقعة السفينة التركية كانت ذات "دافع جيوسياسي". وعقدت محادثات حول فتح موانئ أوكرانيا من أجل السماح بعمليات تصدير الحبوب خلال يوم الأربعاء الماضي في تركيا.

الكرملين ينفي

تقدر كلية كييف للاقتصاد أنه حتى شهر يونيو الماضي، جرى الاستيلاء على ما يفوق مليون طن من محاصيل الحبوب والزيوت من قبل روسيا والتي تقدر قيمتها بنحو 600 مليون دولار أو لحق بها الضرر أثناء الحرب.

قال الباحث في كلية كييف للاقتصاد، رومان نيتير: " كان ظهور الإشارات الأولى في شهر مارس الماضي". وأضاف: "نقوم بوضع حساباتنا بناء على وتيرة تهريب الحبوب عبر كافة المناطق المحتلة".

أوضح أن غالبية الحبوب تأتي عبر منطقتي "خيرسون" و"زاباروجيا" الواقعتين في جنوب شرق أوكرانيا. وقامت روسيا باحتلال نحو 60% من تلك المناطق، الواقعة في قلب قطاع الزراعة للبلاد.

نفى الكرملين دوماً سرقة الحبوب من أوكرانيا. ورداً على سؤال حول البيانات التي توضح الصادرات من شبه جزيرة القرم، قال متحدث باسم الكرملين إنه يشك في دقة البيانات، من دون أن يعطي أي حجة تدلل على قوله.

نقلت وكالة إنترفاكس في تقرير لها تعليقات من المحافظ المعين من قبل روسيا يفين باليتسكي تفيد بأن 11 عربة محملة بالحبوب شُحنت من "ميليتوبول" في منطقة "زاباروجيا" إلى شبه جزيرة القرم خلال الشهر الماضي. 

وخلال شهر مايو الماضي، قال تاجران أوكرانيان إن الجيش الروسي صادر كميات من الحبوب والبضائع في مناطق محتلة.

ذكر "نيتير" أن الحبوب تذهب بالدرجة الأولى إلى حلفاء روسيا الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالأمن الغذائي، قائلا: "تعتبر الأدلة قاطعة.. توجد لدينا بعض السفن القادمة إلى شبه جزيرة القرم وتقوم بعملية إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها والاختفاء".

في غضون الشهرين الماضيين، اختفت 5 سفن على أقل تقدير من أنظمة تتبع السفن لدى وجودها في البحر الأسود، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". يعد إلزامياً لأغلب سفن الشحن اختبار اتصال مواقعها خلال عملية الإبحار.