تقرير | أوروبا قد تضيء مرافقها من غاز الفلسطينيين المسروق

1_74.jpg
المنقّبون - The Miners

يبدو أن إسرائيل تتجه لتحويل غاز الفلسطينيين المسروق من الحقول قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط، نحو أوروبا، الباحثة عن مصادر بديلة للغاز الروسي.

وروسيا هي أكبر مزود منفرد للغاز إلى قارة أوروبا وتركيا، بمتوسط سنوي 176 مليار متر مكعب سنويا، إذ تعتبر دول الاتحاد الأوروبي خفض الاعتماد على غاز روسيا ضروريا، لتنويع الإمدادات.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن أوروبا تبحث -حاليا- استيراد الغاز الإسرائيلي بعد تحويله إلى غاز مسال في مصر، في إطار تنويع مصادر الطاقة والاستغناء عن الواردات من روسيا.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، كريستيان برغر -مفي تصريحات خاصة إلى موقع "الطاقة": إن الاتحاد يتفاوض -حاليا- مع مصر وإسرائيل للتعاون في تصدير الغاز إلى دول القارة، "ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي قريبا".

أضاف برغر -على هامش احتفالية أقامها الاتحاد، الأسبوع الماضي في القاهرة بمناسبة "يوم أوروبا"- أن المفاوضات تتركز في جلب الغاز الطبيعي من إسرائيل، وتحويله إلى غاز طبيعي مُسال، ثم تصديره إلى أوروبا.

قال سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة: إن "القطاع الخاص في مصر سيزوّد الاتحاد الأوروبي بكميات من الغاز الطبيعي المسال بعد استيراده من إسرائيل".

وكانت شركة "دولفينوس" المصرية الخاصة قد وقعت اتفاقًا، في فبراير/شباط من عام 2018، لاستيراد الغاز الإسرائيلي في صفقة وصفها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي -آنذاك- بأنها "هدف" أحرزته بلاده التي تستهدف أن تصبح مركزا إقليميا لتداول الطاقة في منطقة شرق المتوسط.

وكانت مصر تصدّر الغاز إلى إسرائيل من قبل، لكن الاتفاق انهار في 2012 بعد هجمات متكررة شنتها جماعات على خط الأنابيب في شبه جزيرة سيناء، عقب اضطراب خلال أحداث ثورة يناير/كانون الثاني من عام 2011.

وأضاف كريستيان برغر أن المفاوضات الجارية مع الدولتين الشرق أوسطيتين تدور حول استيراد الغاز الإسرائيلي (غاز طبيعي) إلى مصر لتحويله إلى مسال، ونقله على مراكب إلى أوروبا، بسبب عدم وجود أنابيب غاز تربط القاهرة وتل أبيب بدول القارة.

لم يحدد برغر الكميات التي يمكن أن تحصل عليها دول الاتحاد من الغاز، وفق المفاوضات الدائرة حاليًا، لكنه أشار إلى أن استيراد الغاز سيكون حسب الكميات المتوفرة.

وتسعى دول الاتحاد، التي تعتمد بكثافة على واردات الطاقة الروسية، إلى تقليص تلك الواردات، تمهيدًا إلى الاستغناء عنها في وقت لاحق، بهدف إضعاف موسكو ووقف حربها على كييف.

وتزوّد روسيا دول الاتحاد بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز، و30% من النفط في المتوسط.