المنقبون - The Miners
تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية، إذ أدى إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ الثاني من مارس/ آذار إلى اختفاء العديد من السلع الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.
ويزيد استئناف العدوان من حالة الارتباك التجاري، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في المواد الغذائية والتموينية، فيما يعاني التجار من شح السيولة ورفض التعامل بالأوراق النقدية المهترئة.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مؤخرًا من أن مخزون المساعدات الأساسية في غزة آخذ في التناقص، في ظل استمرار الحصار.
كما أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن إغلاق المعابر أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار، حيث زاد سعر غاز الطهي بنسبة 200% خلال شهر مارس مقارنة بفبراير، وأصبح متاحًا فقط في السوق السوداء.
ومع تجدد الغارات الإسرائيلية، شهدت الأسواق في غزة حالة من الفوضى التجارية، حيث اختفت العديد من السلع من الرفوف، فيما تدافع المواطنون لشراء ما تبقى من المواد الأساسية خوفًا من إطالة أمد الحرب وإغلاق المعابر لفترة طويلة، كما حدث خلال المرحلة الأولى من العدوان التي تسببت في أزمة جوع جماعي.
وتتعرض الأسواق في غزة لضغوط هائلة، إذ تضرر أكثر من 93% من القطاعات الاقتصادية نتيجة الحرب المستمرة، ما أدى إلى فقدان آلاف العائلات مصادر دخلها، الأمر الذي زاد من صعوبة شراء الاحتياجات الأساسية.
ضربة قاضية للأسواق
ويصف البائع الفلسطيني فادي عبد القادر الوضع بأنه "الضربة القاضية للأسواق"، مشيرًا إلى أن القطاع كان يعاني أصلاً من شح البضائع وارتفاع الأسعار بفعل الحصار، لكن استئناف الحرب زاد الأمور سوءًا.
وأضاف أن إغلاق المعابر لأكثر من أسبوعين جاء في توقيت حساس، حيث يزداد الطلب على السلع الغذائية في رمضان، مما جعل الأسواق شبه مشلولة.
أما رائدة عبد الله، التي كانت تتسوق في سوق الصحابة الشعبي، فتؤكد أنها لم تتمكن من العثور على العديد من السلع الأساسية لتحضير وجبات الإفطار والسحور، بينما ارتفعت الأسعار بشكل جنوني خلال الأيام الماضية.
وأوضحت أن الواقع المعيشي أصبح لا يُحتمل في ظل غياب المساعدات الإنسانية وانعدام القدرة الشرائية لدى معظم العائلات.
إلى جانب تأثيرات الحصار والحرب، يستغل بعض التجار الأزمة من خلال احتكار السلع ورفع أسعارها بشكل متعمد.
ويؤكد تجار محليون أن الأسواق باتت شبه فارغة، فيما يلجأ بعض التجار إلى تخزين البضائع لبيعها بأسعار أعلى لاحقًا، في ظل غياب الرقابة وضعف قدرة المستهلكين على الاعتراض.
ومع استمرار الحرب وغياب أي حلول قريبة، يزداد الوضع الإنساني في غزة سوءًا يومًا بعد يوم. فمع إغلاق المعابر، وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وانهيار القدرة الشرائية، تبدو الأزمة الاقتصادية في القطاع الأشد قسوة منذ سنوات، حيث يكافح السكان من أجل البقاء وسط ظروف معيشية كارثية.