المنقبون - The Miners
شهدت رؤوس أموال المستثمرين تخارجا كبيرا من الأسواق الإسرائيلية، خلال العام الجاري 2024، على عكس العام 2023 والذي شهد تدفق الاستثمارات.
وسلكت رؤوس الأموال طريق الهجرة الكبرى، بسبب انعدام الثقة في قدرة حكومة بنيامين نتنياهو على إعادة الاقتصاد إلى النمو وتحقيق الاستقرار، إذ تتسع جبهات الحرب وتتعمق الصراعات السياسية الداخلية.
وفي ظل تنامي المخاوف من اتساع رقعة المواجهة مع حزب الله اللبناني، وبعد عام من الحرب التي تخوضها إسرائيل مع غزة، والخوف من تنامي العجز المالي وانخفاض النمو، تتزايد مخاوف المؤسسات المالية والاستثمارية من التعرض لخسائر لا يمكن تعويضها.
40 مليار دولار
ووفق بيانات مالية أوردتها صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، حولت المؤسسات إلى الخارج أموالاً تصل إلى نحو 151 مليار شيكل (40.4 مليار دولار) منذ بداية أكتوبر 2023.
وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط استثمار المؤسسات العاملة في صناعة صناديق الادخار في الخارج ارتفع من 51.7% في بداية الحرب إلى 56.3% في نهاية يوليو من العام الجاري، وفق آخر تحديث للبيانات الرسمية التي جمعتها الصحيفة الإسرائيلية من هيئة أسواق المال وهي الجهة المنظمة للمؤسسات المالية الكبرى، منها صناديق التقاعد وصناديق الادخار.
وتدير المؤسسات الكبرى أصولاً في صناعة الادخار بقيمة 682 مليار شيكل (182.8 مليار دولار)، حيث تظهر البيانات أن حجم استثمار المؤسسات في الخارج قفز إلى ما يقارب 384 مليار شيكل (102.9 مليار دولار)، مقابل 306 مليارات شيكل (82 مليار دولار) في أكتوبر من العام الماضي، بزيادة بلغت قيمتها 78 مليار شيكل، أي ما يعادل 25.5%.
والوضع في سوق التقاعد يشبه الوضع في سوق الادخار، ولكنه أكثر اعتدالاً، وفق تحليل "كالكاليست"، إذ رفعت المؤسسات متوسط انكشاف (استثمار) صناديق التقاعد على الاستثمارات في الخارج إلى 50% في يوليو من العام الجاري، مقارنة بانكشاف بلغت نسبته 47.6% في بداية أكتوبر 2023.
وتدير صناديق التقاعد 854 مليار شيكل، منها 427 مليار شيكل من مستثمرة في الخارج. ومنذ بداية الحرب، نمت أصول التقاعد بمقدار 138 مليار شيكل، منها 86 مليار شيكل تم توجيهها إلى الخارج.
ويعكس تحويل المؤسسات الأموال إلى الخارج القلق المتصاعد من أضرار الحرب الواسعة على الاقتصاد، إذ أظهرت بيانات صادرة في وقت سابق من سبتمبر الجاري، أن الأفراد والأسر أيضاً في إسرائيل يكثفون تحويلاتهم إلى الخارج تحت شعار "الشيكل الأبيض لليوم الأسود"، ما يرسم صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في دولة الاحتلال.
وأشارت البيانات الصادرة عن شركة Trading Economics المتخصصة في الاستشارات المالية الدولية إلى أنه في عام 2023، حُوِّل ما يقرب من 5.6 مليارات دولار من إسرائيل، بصعود يصل إلى سبعة أضعاف التحويلات التي جرت في الأشهر الستة السابقة للحرب.
انعكاس منذ أبريل
ومن خلال فحص البيانات الخاصة بأموال المؤسسات الادخارية، يتضح أنها في الأشهر الأولى من الحرب، اختارت زيادة الاستثمار في إسرائيل بناء على الرأي القائل بأن سوق الأسهم والسندات الإسرائيلي يمثل فرصة استثمارية على المدى الطويل.
كما كان هذا الاستثمار جزءاً من التضامن مع السوق من قبل مديري الاستثمار الإسرائيليين، الذين أرادوا التعبير عن ثقتهم بالسوق المحلية التي يعملون فيها.
وبناء على ذلك، في الفترة من أكتوبر من العام الماضي إلى فبراير 2024، أعادت المؤسسات 24 مليار شيكل (6.4 مليار دولار) إلى إسرائيل.
إلا أن الاتجاه انعكس تماماً حيث زادت وتيرة خروج رؤوس الأموال منذ إبريل الماضي تحديداً.
على سبيل المثال قامت شركة Phoenix Villain Lapidos، التي تدير 76 مليار شيكل من أموال الادخار و70 مليار شيكل من أموال التقاعد، بزيادة إرسالها للخارج بنسبة 1% كل شهر منذ مايو الماضي.
وتظهر بيانات المؤسسات المالية أن زيادة تخارج رؤوس الأموال انقسمت إلى قسمين، فبعض المؤسسات عملت بنشاط على تقليل الاستثمار في إسرائيل، ومقابل كل استثمار أغلقته هناك، فتحت استثماراً جديداً في صناديق الادخار وصناديق التقاعد في الخارج.