المنقبون - The Miners
وصلت تداعيات الحرب على غزة التي تقترب من ذكراها السنوية الأولى، إلى القطاع السياحي في المملكة الأردنية الهاشمية، الذي تأثر سلبا.
وشهدت القطاع السياحي الأردني تراجعا في أعداد السياح، وهو ما أفقد الخزينة كثيرا من الموارد المالية وأدى إلى تسريح آلاف العاملين في المنشآت السياحية.
ونتيجة لذلك، أغلقت عشرات المنشآت السياحية في الأردن، وخصوصا في مدينة البتراء التي تعتبر من أكثر مراكز الجذب السياحي في البلاد، إضافة إلى إلغاء العديد من الأفواج السياحية وهبوط كبير في السياحة الداخلية.
إغلاقات مستمرة
رئيس مجلس مفوضي إقليم البتراء، فارس بريزات، قال في تصريحات صحافية، إنه جرى إغلاق 35 فندقا في البتراء وتسريح 371 موظفا بسبب تراجع الحركة السياحية.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن مؤشرات السياحة الأردنية لا تزال على انخفاض، ويتوقع بقاءها على هذا الحال خلال الفترة المقبلة بسبب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم المخاطر في المنطقة في ضوء احتمالات نشوب حرب إقليمية.
وأضاف أن إغلاق عدد كبير من الفنادق ينذر بسلبيات غير مسبوقة على القطاع ستكون لها ارتدادات على الاقتصاد الأردني بشكل عام من حيث تراجع الإيرادات وفقدان آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في الوقت الذي يعاني فيه الأردن من ارتفاع البطالة بتجاوزها 22%، حسب البيانات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة الحكومية.
وقال إن لذلك أيضا انعكاسات على المواطنين وخاصة القاطنين في المناطق السياحية من خلال تراجع أو توقف الأنشطة الخدمية والتجارية التي يملكونها ويعيشون منها، ما يؤدي إلى ارتفاع نسب الفقر.
وشدد على أهمية توجيه برامج دعم خاصة للمنشآت السياحية وإنقاذها من الظروف الصعبة التي تعاني منها حاليا ومن ذلك التسهيلات المالية وتحفيز السياحة الداخلية.
دعم وإنعاش
وطالبت جمعيات ومؤسسات تعنى بالقطاع السياحي الحكومة بتقديم دعم مباشر للمنشآت السياحية، خصوصا الفندقية منها لتفادي إغلاق مزيد منها وتسريح آلاف العاملين، حيث يعتبر القطاع من أكثر من المشغلين للأيدي العاملة في مختلف الاختصاصات وبأجور مرتفعة.
وقالت جمعية الفنادق الأردنية إن البيانات الأخيرة تظهر أن نسب الإشغال الفندقي في معظم محافظات الأردن خلال النصف الأول من عام 2024 لم تتجاوز 30% في حين كانت تتجاوز 60% في الفترة نفسها من العام السابق.
وبلغ الدخل السياحي في الأردن خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي حوالي 4 مليارات دولار مسجلا انخفاضا وصلت نسبته إلى 4.5% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي وفقا لبيانات رسمية، ويعود ذلك إلى تراجع أعداد السياح بنسبة 7.5% على ما أفادت البيانات.