تقرير | حصاد 2023.. الحرب و"الإصلاحات القضائية" تضربان اقتصاد إسرائيل

2023-11-23T084226Z_1137292030_RC2WI4A3EL4P_RTRMADP_3_ISRAEL-PALESTINIANS-GAZA.JPG
المنقبون - The Miners - الأناضول

تستقبل إسرائيل عام 2024 بعد أيام، وتطوي آخر كان أحد أصعب الأعوام اقتصادياً بفعل اضطرابات الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل، والحرب الوحشية على قطاع غزة.

افتتحت تل أبيب عام 2023، وسط توقعات لبنك إسرائيل بتحقيق البلاد نمو عند 4 بالمئة، مقارنة مع 6.5 بالمئة في 2022، مدفوعا بزخم الاستثمارات الأجنبية وقوة الشيكل.

إلا أنه واعتبارا من الشهر الأول للعام الجاري، شهدت إسرائيل موجة احتجاجات على تشريعات دفعت بها الحكومة لتعديل القضاء، إذ تعتبرها المعارضة "انقلابا على الديمقراطية" كونها تحد من سلطات المحكمة العليا.

أمام هذه التعديلات، أصدر بنك إسرائيل تحذيرات من المضي قدما بالإصلاحات، إلى جانب تقارير أخرى من وكالات التصنيف الائتماني، رافقه تخارج بأكثر من 30 مليار شيكل من الاستثمارات، بحسب تقرير سابق لصحيفة "ذي ماركر" العبرية.

أمام الحرب والإصلاحات القضائية، خفض بنك إسرائيل النمو إلى 2 بالمئة، وهو نمو يعتبر صفرياً، إذا ما تم احتساب الزيادة الطبيعية للسكان.

والشهر الماضي، قال بنك "جيه بي مورغان تشيس"، إن الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11 بالمئة على أساس سنوي، في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، مع تصاعد الحرب على قطاع غزة.

** تراجع الشيكل

افتتح سعر صرف الشيكل العام الجاري، عند مستوى 3.46 شيكل أمام الدولار، لكنه بدأ بالانزلاق منذ اندلاع الاحتجاجات، وصولا إلى 3.86 شيكل عشية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

مع اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بدأ الشيكل رحلة هبوط أكبر ليسجل 4.08 أمام الدولار نهاية أكتوبر، وهو أدنى مستوى للعملة الإسرائيلية منذ عام 2012.

تدارك بنك إسرائيل هبوط الشيكل، عبر ضخ سيولة بالدولار في الأسواق، وإجراءات أخرى تزيد من وفرة النقد الأجنبي، وتوفر احتياطات أجنبية قوية، ليستقر الخميس عند مستوى 3.64 أمام الدولار، وهو سعر أضعف مما بدأ به 2023.

** بورصة تل أبيب

وصف محللو بورصة تل أبيب هذا الأسبوع، التقرير السنوي الصادر عن البورصة لسنة 2023، بأنه الأكثر سلبية منذ الأزمة المالية العالمية.

والإثنين، قالت بورصة تل أبيب، إن أداء الأسهم المحلية في 2023 كان أقل من أداء مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية، التي ارتفعت بنحو 20 بالمئة على الرغم من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة.

ففي السنوات الأخيرة، كان للأسهم الإسرائيلية والشيكل ارتباط كبير بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في وول ستريت وأسهم التكنولوجيا العالمية، أي أنه إذا ارتفع مؤشر الأسهم الأمريكية، تبعته السوق الإسرائيلية بحركة مماثلة في نفس الاتجاه وارتفع الشيكل، والعكس صحيح.

ورأى التقرير أن العام الجاري، كان مخالفا لهذه الاتجاه التقليدي.. "ارتفع مؤشر أسهم الشركات الكبرى TA-35 بنسبة 1.4 بالمئة فقط، في حين قفز مؤشر S&P 500 بنسبة 23 بالمئة، وارتفع مؤشر Nasdaq 100 بنسبة 51 بالمئة".

ومطلع العام الجاري، خيم على سوق الأوراق المالية المحلية حالة من عدم اليقين السياسي المتزايد بشأن الإصلاح القضائي الذي اقترحته الحكومة، والمخاوف من أن التغييرات المخطط لها في النظام القانوني.

تقرير البورصة، يكشف كذلك عن سحب الجمهور في عام 2023 مبلغ 30 مليار شيكل (8.1 مليارات دولار) من الصناديق التي تستثمر في الأسهم والسندات في تل أبيب.

** سوق العمل

على الرغم من تراجع البطالة في إسرائيل إلى مستوى 3.2 بالمئة عشية الحرب على قطاع غزة، وهو أدنى مستوى تاريخي، إلا أن الحرب ألقت بأكثر من 950 ألف موظف وعامل، إما في منازلهم، أو في التجنيد لتعبئة الحرب على غزة.

ويتوزع الرقم بين 760 ألف موظف وعامل إسرائيل، التزموا منازلهم بسبب حصولهم على إجازات مفتوحة أو عدم تمكنهم من الالتحاق بأعمالهم (400 ألف) أو التحقوا بالجيش (360 ألفا).

كما يشمل الرقم الإجمالي 170 ألف عامل فلسطيني لم يتمكنوا من العودة لأعمالهم في إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حتى نهاية 2023، منهم 90 ألفا ينشطون في قطاع البناء.

وبحسب موقع "timesofindia" نفذ مسؤولو عمل إسرائيليين، ثلاث زيارات بهدف جذب العمالة الهندي إلى إسرائيل، ليكونوا بديلا عن العمالة الفلسطينية.

وبنهاية نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، قفزت البطالة في إسرائيل إلى 10 بالمئة، وهو مستوى غير مسبوق منذ الأزمة المالية العالمية، بحسب بيانات البنك الدولي التاريخية للبطالة في إسرائيل.

** وكالات التصنيف العالمية

حاصرت وكالات التصنيف العالمية، الاقتصاد الإسرائيلي بتقارير سلبية لأداء الاقتصاد بسبب الحرب على قطاع غزة، وهو ما يعني تحول تل أبيب إلى قبلة منفرة للاستثمارات الأجنبية.

إذ وضعت وكالتا فيتش وموديز السندات الحكومية الإسرائيلية تحت المراقبة ترقبا لتخفيض التصنيف الائتماني، بينما وكالة ستاندرد آند بورز تعدل النظرة لاقتصاد إسرائيل إلى سلبية من مستقرة.

وتوقعت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني، في 14 نوفمبر الماضي، نمو اقتصاد إسرائيل بنسبة 0.5 بالمئة فقط خلال العام المقبل مقارنة مع 2.8 في توقعات سابقة، بسبب تبعات الحرب على قطاع غزة.

وفي 18 أكتوبر، وضعت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، تصنيف إسرائيل تحت المراجعة السلبية، وسط خسائر متوقعة بدأ اقتصادها يواجهها بسبب الحرب على قطاع غزة.

وفي 19 أكتوبر، وضعت وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية، تصنيف إسرائيل -وهو عند (A1)-، قيد المراجعة لخفض محتمل، وأرجعت ذلك إلى صراعها العسكري مع المقاومة الفلسطينية.

** الملاحة البحرية

وتحولت الملاحة البحرية إلى تهديد آخر إضافي للاقتصاد الإسرائيلي منذ 18 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، بإعلان جماعة الحوثي في اليمن، استهداف أية سفينة مرتبطة بإسرائيل، تمر عبر مضيق باب المندب.

وفي 19 نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني.

وتوعدت جماعة "الحوثي" في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "تضامنا مع فلسطين"، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

وتحول ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر، إلى مكان خال من السفن بسبب تحول الشحنات إلى البحر المتوسط، في وقت ارتفعت حدة المخاطر من وفرة إمدادات السلع للأسواق الإسرائيلية.

والإثنين، حذرت جمعية الصناعات الغذائية الإسرائيلية، من خطر نقص الغذاء في البلاد في حالات الطوارئ، إثر تهديدات الحوثيين بالبحر الأحمر، في ضوء تطورات الحرب على غزة.

ونقلت النسخة الإلكترونية لصحيفة "معاريف" العبرية، عن جمعية الصناعات الغذائية الإسرائيلية قولها إن هناك "خطر نقص الغذاء في حالات الطوارئ، بعد التهديدات بالبحر الأحمر على ضوء تطورات الحرب في غزة".

وأشارت إلى "تهديدات الحوثيين بإغلاق مضيق باب المندب".

وطالبت الجمعية الإسرائيلية، بإجراءات لضمان تحقيق هدف أن لا يكون إنتاج الغذاء المحلي أقل من 75 بالمئة من احتياجات الغذاء في إسرائيل.