تقرير | القصة الكاملة لقطع إسرائيل خدمات الاتصالات عن قطاع غزة

iStock-1328094196.jpg
المنقبون - The Miners - الأناضول

عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والمتنقلة والإنترنت، بدأ يشهدها قطاع غزة، فجر الأحد، بعد انقطاع كامل للخدمة استمر قرابة 36 ساعة.

وبينما ما تزال تفاصيل القطع والوصل غير واضحة، إلا أن تسلسل القصة من أولها يؤكد قيام إسرائيل بقطع الخدمات من طرفها، بحكم أنها المسيطر على المقاسم والشبكات بين الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب سيطرتها على المقاسم الدولية.

في 7 أكتوبر/تشرين أول الجاري، شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة، بعد ساعات من تنفيذ المقاومة الفلسطينية، عملية طوفان الأقصى على مستوطنات غلاف غزة.

عمليات القصف الكثيفة على القطاع من ذلك التاريخ، أدت إلى تضرر شبكات الاتصالات الثابتة والمتنقلة والإنترنت داخل القطاع، والتي تجلت في ضعف جودة الاتصال وتراجع خدمات الإنترنت.

في غزة، تعمل شركات (الاتصالات الفلسطينية وجوال اللتان تقدمان خدمات الهاتف الثابت والمتنقل والإنترنت، وشركة أوريدو فلسطين التي تقدم خدمة الهاتف المتنقل، وشركة مدى العرب للإنترنت، وشركة فيوجن للإنترنت).

بحلول اليوم العاشر من الحرب، أصدرت شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال، ورقة حقائق، تظهر أن حجم الخسائر في الشبكات والبنى التحتية للشركة بلغ 50 بالمئة كنسبة ضرر.

وبتاريخ 17 أكتوبر الجاري، أصدرت وزارة الاتصالات الإسرائيلية بيانا أكدت فيه البدء في محادثات رسمية مع شركة "سبيس إكس" ويملكها الملياردير إيلون ماسك، لمدّ مستوطنات غلاف غزة وإسرائيل ككل بالإنترنت الفضائي، الذي تقدمه شركة ستارلينك التابعة لـ "سبيس إكس".

لكن اللافت في البيان الإسرائيلي، إعلان الوزارة أنها تدرس قطع خدمة الإنترنت والاتصالات عن قطاع غزة بالكامل، ما فتح باب المخاوف للشركات الفلسطينية.

بحكم اتفاقية أوسلو وبروتوكول باريس، فإن إسرائيل هي المتحكم بقطاع الاتصالات في فلسطين، وإلى إسرائيل تمتد خطوط الاتصالات والمقاسم بين الضفة والقطاع، وهي المتحكم بالمقاسم الدولية كذلك.

بتاريخ 27 أكتوبر الجاري، فقدت شركات الاتصالات والإنترنت أية إشارات قادمة من قطاع غزة، قبل البدء بتكثيف القصف الإسرائيلي على القطاع، وفق مصادر في وزارة الاتصالات الفلسطينية.

هذه المصادر، أبلغت الأناضول أن شركات الاتصالات العاملة في غزة، تعرضت في وقت واحد إلى فقدان أية إشارات للاتصال مستقبلَة أو مرسلة من وإلى قطاع غزة.

مصادر أخرى في شركة الاتصالات الفلسطينية وجوال، أكدت أيضاً للأناضول، أن القطع حصل فجأة في مقاسمها، وهو قطع لم ينتج "مطلقا" عن موجة القصف الأخيرة التي تعرض لها القطاع (مساء الجمعة).

أمس السبت، أصدرت وزارة الاتصالات الفلسطينية بيانا قالت فيه، إن قطع خدمات الاتصالات، كان متعمدا من إسرائيل من خارج قطاع غزة، وهو ما يؤكد أن إسرائيل نفذت القطع من خلال المقاسم لديها التي تربط الضفة بغزة والمقاسم الدولية.

وذكرت الوزارة: "الانقطاع الكامل للاتصال مع غزة، ناتج عن الأفعال المتعمدة التي قامت بها سلطات الاحتلال من خارج حدود القطاع خلال العدوان المستمر".

وتقصد الوزارة أن قطع الخدمات ليس ناتجا عن عمليات القصف المستمرة، بل قطع متعمد للخدمة من خلال فصل مقاسم الخدمة الدولية والتي تسيطر عليها إسرائيل أيضا، لكنها لم تشر لذلك صراحة.

المصادر في وزارة الاتصالات أبلغت الأناضول، السبت، أن شركات الاتصالات العاملة في القطاع، فحصت الشبكات في غزة ووجدت أنها لم تتعرض لموجة القصف التي تمت أول أمس الجمعة.

أمس السبت، نشر الملياردير إيلون ماسك، أنه سيتم تزويد المنظمات الإغاثية المعترف بها دوليا، بخدمة الإنترنت من شركة ستارلينك، وهو ما لاقى ردة فعل إسرائيلية.

ردة الفعل تمثلت في تصريحات لوزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي، الذي قال إن تل أبيب "ستلجأ إلى كافة الوسائل" لمنع الملياردير إيلون ماسك من تزويد منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا في قطاع غزة بالإنترنت.

تصريح كرعي جاء عبر منصة "إكس"، تعليقا على تغريدة لماسك رئيس المنصة قال فيها إن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" التابعة لشركته "سبيس إكس"، ستدعم خطوط الإنترنت لمصلحة منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا في قطاع غزة.

وأضاف كرعي: "ستحارب إسرائيل بكافة السبل خطوة ماسك"، مضيفا أن حركة حماس "ستستخدم ذلك (خدمة ستارلينك) لمصلحة نشاطاتها".

بالأثناء، أكدت شركات اتصالات عاملة في السوق المصرية، السبت، استعدادها لتوفير خدمة الاتصالات لسكان غزة، وذلك في حال انتهاء التنسيق بين السلطات المصرية ونظيرتها الفلسطينية.

بعد كل هذه التطورات، أعلنت شركات الاتصالات الفلسطينية العاملة في غزة، فجر الأحد، عن عودة تدريجية لخدمات الاتصالات الثابتة والمتنقلة والإنترنت إلى القطاع، دون مزيد من التفاصيل.

تقول المصادر في وزارة الاتصالات للأناضول: "وجدت إسرائيل نفسها أمام معضلة في حال استمرار قطع خدمات الاتصال.. فهي لا تريد أن تخسر علاقاتها مع "سبيس إكس"، كما سيجد سكان غزة حلولا قادمة من مصر، وأن إسرائيل تخشى من وصول تقنيات الإنترنت الفضائي إلى الفصائل الفلسطينية".