تحليل | الأرقام لا تكذب.. أسعار فائدة متدنية على الودائع في فلسطين

SEr3p.jpg
المنقبون - The Miners

لم تشفع أسعار الفائدة المرتفعة عالميا، على الدولار الأمريكي والدينار الأردني والشيكل الإسرائيلي، بحصول عملاء البنوك في فلسطين على أسعار فائدة تتواءم مع الزيادات الحادة على أسعار الفائدة على الإقراض.

تكشف أرقام سلطة النقد الفلسطينية واطلعت عليها منصة المنقبون أن أسعار الفائدة على الودائع حاليا، بعملة الدولار الأمريكي، تبلغ 2.19% كمتوسط استرشادي.

تأتي هذه النسبة بينما تبلغ أسعار الفائدة الأمريكية ضمن نطاق 5% - 5.25%، بحسب بيانات الفيدرالي الأمريكي.

لكن في عام 2019، لم تزد أسعار الفائدة على الدولار بحسب الفيدرالي، عن حاجز 2.25% - 2.5%، لكن أسعار الفائدة على الودائع بالدولار كانت عند متوسط 2.85%.

بعبارة أخرى، فإنه وعلى الرغم من أن أسعار الفائدة على الدولار حاليا أعلى بنسبة الضعف عما كانت عليه في عام 2019، إلا أن أسعار الفائدة على الودائع لدى القطاع المصرفي الفلسطيني حاليا، أقل من مستويات عام 2019.

صحيح أن أسعار الفائدة الفيدرالية ليست هي العنصر الوحيد في تحريك أسعار الفائدة التي تضعها البنوك في فلسطين، لكن البيانات التاريخية للفيدرالي الأمريكي، وأرقام أسعار الفائدة الاسترشادية الصادرة عن سلطة النقد الفلسطينية، تشير لوجود ارتباط وثيق بينهما.

أسعار الفائدة على الودائع، هي نسبة الفائدة التي تدفعها البنوك للعملاء الذين يملكون حسابات لأجل، وتشكل نسبتها قرابة 26% من إجمالي ودائع القطاع المصرفي الفلسطيني أو نحو 4.5 مليارات دولار.

ويفسر ذلك، جزءاً من نمو أرباح القطاع المصرفي الفلسطيني خلال العام الماضي، والربع الأول من العام الجاري، وتقارير مؤسسات مدنية بشأن الزيادات الحادة في أرباح البنوك.

وأسعار الفائدة على الودائع، هي نسبة الفائدة التي تدفعها البنوك للعملاء الذين يملكون حسابات لأجل، وتشكل نسبتها قرابة 26% من إجمالي ودائع القطاع المصرفي الفلسطيني أو نحو 4.5 مليارات دولار.

نفس الأمر بالنسبة للودائع بعملة الشيكل، إذ إن نسبة الفائدة على الودائع لأجل بعملة الشيكل حاليا تبلغ 2.25% كمتوسط استرشادي، بينما كانت النسبة تبلغ 2.52% في عام 2019.

وفي 2019 كانت نسبة الفائدة الصادرة عن بنك إسرائيل، على عملة الشيكل، تبلغ 0.25%، بينما حاليا تبلغ 4.75%، أي أن ارتفاع أسعار الفائدة على الشيكل لم يدفع البنوك لرفع نسبة الفائدة على الودائع.

كيف كان الوضع في إسرائيل؟

الأسبوع الماضي، طلبت هيئة المنافسة الإسرائيلية من البنوك تزويدها بمزيد من البيانات، في إطار تحقيق تجريه بشأن جني المصارف أرباح ضخمة جراء رفع أسعار الفائدة على القروض، دون مشاركة الفوائد المترتبة على ذلك مع العملاء بصورة عادلة.

وفي محاولة لكبح جماح التضخم، رفع بنك إسرائيل الأسبوع الماضي أسعار الفائدة القياسية 25 نقطة أساس مرة أخرى إلى أعلى مستوى لها منذ 2006 عندما بلغت 4.75 بالمئة.

وهذه هي المرة العاشرة على التوالي التي يرفع فيها البنك أسعار الفائدة بعد أن كانت 0.1 بالمئة في أبريل نيسان 2022.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد "مجابهة تكلفة المعيشة تتصدر قائمة الأولويات الوطنية لحكومتنا"، مضيفا أنه سيرأس لجنة وزارية سيشكلها بنفسه بشأن هذه المسألة.

في عام 2019، لم تزد أسعار الفائدة على الدولار بحسب الفيدرالي، عن حاجز 2.25% - 2.5%، لكن أسعار الفائدة على الودائع بالدولار كانت عند متوسط 2.85%.

وقفزت مدفوعات الرهن العقاري والقروض، التي غالبا ما تكون مرتبطة بالتضخم وأسعار الفائدة في البنك المركزي، مما تسبب في غضب الشارع لأنها تؤدي إلى جني البنوك والمساهمين فيها أرباحا قياسية.

وحققت البنوك الخمسة الكبرى أرباحا مجمعة بلغت 6.3 مليار شيقل (1.7 مليار دولار) في الربع الأول. وقالت الهيئة إن البنوك متباطئة في نقل الفوائد المترتبة على رفع أسعار الفائدة إلى ودائع عملائها.

وأثارت دورة تشديد السياسة النقدية في إسرائيل غضبا بين الإسرائيليين بسبب ارتفاع مدفوعات الرهن العقاري والقروض وغلاء المعيشة مع بقاء التضخم عند نحو 5%.

وأضافت الهيئة أنها بدأت التحقيق العام الماضي عندما بدأت أسعار الفائدة في الارتفاع، مشيرة إلى أنها طلبت من البنوك الأسبوع الماضي تقديم المزيد من البيانات بناء على النتائج الأولية للتحقيق.