بحلول عام 2002، كان الرئيس البرازيلي آنذاك "بلانو ريال فرناندو إنريكي كاردوسو" قد قلص التضخم، ولكن ما يزال هناك عدد من المشاكل التي يتعين معالجتها.
الأكثر إلحاحا في القطاع الاقتصادي كان معدل النمو في البرازيل، والذي تباطأ نتيجة للركود، والديون الكبيرة التي تراكمت على البلاد؛ فيما كان الحد الأدنى الحقيقي للأجور منخفضا، وبدأت الأزمة الاقتصادية في ردع الاستثمار الأجنبي.
مع اقتراب ولاية كاردوسو الثانية من نهايتها في عام 2002، تم النظر في العديد من المرشحين المحتملين لخلافته؛ وبرز اسم "لويز إيناسيو لولا دا سيلفا" كشخصية مفضلة في استطلاعات الرأي طوال السباق.
أثار تقدم لولا كمرشح رئاسي مفضل ردود فعل جامحة؛ فهو عامل المعادن غير المتعلم، جاء من الطبقة العاملة، على عكس أي رئيس آخر في تاريخ البرازيل.
مع فوزه بانتخابات عام 2002 وتوليه الحكم مطلع 2003، أحدث لولا دا سيلفا العديد من التغييرات المهمة في المجال الاجتماعي البرازيلي.
من بين أبرزها البرنامج الاجتماعي الاقتصادي Bolsa Família، الذي أنشأه لولا في عام 2003 خلال فترة من الاستقرار الاقتصادي المتزايد.
بحلول عام 2010، التحقت 12.4 مليون أسرة في البرنامج، ويمكن أن يُعزى سدس خطوات البرازيل في الحد من الفقر إلى هذا البرنامج، الذي يكلف 0.5% فقط من الناتج المحلي الإجمالي البرازيلي.
كما تمكن لولا من زيادة الحد الأدنى للأجور من 200 ريال برازيلي إلى 510 ريال برازيلي (100 دولار إلى 205 دولارات) خلال فترة رئاسته الممتدة من 2003 - 2010.
علاوة على ذلك، تم خلق 13 مليون فرصة عمل جديدة.. ومنح لولا البرازيليين شعوراً بالأمل وأظهر قيمة في إعادة توزيع الدخل.
في فترة ولايته، صعد الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل من 509 مليارات دولار عام 2002 إلى 2.2 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2010 ووصل إلى 2.5 تريليون دولار في عام 2011، وهو آخر عام يبلغ فيها هذا الرقم حتى اليوم.
كذلك، تراجعت نسبة البطالة من 10% مطلع الألفية الجديدة إلى أقل من 6.9% بحلول نهاية ولايته في ديسمبر/كانون أول 2010، وفق بيانات البنك الدولي.
كما صعد بفائض الميزان التجاري (الفرق بين قيمة الصادرات والواردات) من متوسط 13 مليار دولار، إلى 33 مليار دولار أمريكي في نهاية ولايته.
** معلومات ربما عليك معرفتها
لغته البرتغالية غير مصقولة، وافتقاره إلى التعليم الرسمي؛ فيما البرنامج الاشتراكي للعمال، الحزب الذي كان يمثله يخيف الكثيرين بين النخبة، في حين أن جاذبيته وخلفيته المتواضعة جعلته محبوبا لدى الكثيرين بين الطبقات الدنيا والمتوسطة.
ولد دا سيلفا في فقر بمنطقة ريفية في ولاية بيرنامبوكو الشمالية الشرقية، انتقلت عائلة لولا إلى ساو باولو عندما كان طفلاً صغيراً، وقضى سنواته الأولى كموظف في مصنع في صناعة السيارات.
أصبح دا سيلفا في النهاية رئيسا لعمال المعادن.. وقاد موجة إضرابات من 1978 إلى 1980؛ وشارك في تأسيس حزب العمال؟ وهو حزب سياسي يساري.