تقرير | ماذا يعني قرار "أوبك+" تخفيض حصص إنتاج النفط؟

32KN7PF-highres.jpg
المنقبون - The Miners - العين الإخبارية

أمس الأربعاء وافق تحالف أوبك+ على خفض للإنتاج  بنحو مليوني برميل بدءا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهو أكبر تخفيض للتحالف منذ جائحة كوفيد-19، مما يحد من الإمدادات في سوق تعاني شحا بالفعل على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة وغيرها من الدول لضخ المزيد.

ويأتي خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، بما يوازي اثنين بالمئة من الإمدادات العالمية، أمر ضروري ردا على رفع أسعار الفائدة في الغرب وضعف الاقتصاد العالمي، بحساب البيان المشترك للتحالف.

** ردود الأفعال الأولية

أول ردود الأفعال على القرار جاء من البيت الأبيض، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الولايات المتحدة بحاجة لخفض الاعتماد على أوبك+ ومنتجي النفط الأجانب.

وبحسب التعليق الذي نقلته شبكة فوكس نيوز، ألمح كيربي إلى أن واشنطن تدرس رد الفعل على القرار، قائلا: في ضوء قرار اليوم، ستتشاور إدارة بايدن مع الكونجرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص تحكم (تحالف الدول المنتجة للخام) في أسعار الطاقة".

"بايدن سيواصل أيضا إصدار توجيهات للإفراج عن كميات من الاحتياطي الاستراتيجي للبلاد من النفط كلما اقتضت الضرورة"، بحسب تصريحات مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومدير المجلس الاقتصادي الوطني برايان ديس في بيان عقب القرار.

** تعليق أوبك +

من جانبها، أعلنت السعودية وأعضاء آخرون في أوبك+، الذي يضم دول أوبك ومنتجين من خارجها من بينهم روسيا، إنهم يسعون من القرار لمنع التقلبات وليس استهداف سعر معين للنفط.

ورفضت المملكة الانتقادات لها بأنها تتواطأ مع روسيا، وهي ضمن تكتل أوبك+، لرفع الأسعار وقالت إن الغرب هو الذي عادة ما يدفعه "غرور الثروة" لانتقاد التكتل.

قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي: "نجحنا في إبقاء سوق الطاقة مستداما مقارنة بالآخرين وما حققناه لم يكن ضربة حظ"، مؤكدا "سنواصل القيام بمهامنا وأوبك+ سيكون قوة لفرض الاستقرار ودعم الاقتصاد العالمي".

وأوضح وزير الطاقة السعودي، ما نقوم به أساسي لكل مصدري النفط حتى خارج أوبك+، لا أحد في أوبك+ يستطيع التنبؤ بمستقبل الطاقة، مؤكدا "لا نعلم كيف سيتم فرض سقف سعر النفط الروسي".

وفي لقاء تلفزيوني له بعد انتهاء الاجتماع الوزاري لـ "أوبك+"، قال  الأمير عبد العزيز بن سلمان: "مصلحة المملكة هي همنا الأول والأخير".

وبرر هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة أوبك القرار، قائلا: "أمن الطاقة له ثمن"، مؤكدا "لا نعرض السوق لخطر".

** ماذا عن أسعار النفط؟

تشير التوقعات إلى أن خفض أوبك+ الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا قد يؤدي إلى تعافي أسعار النفط التي هبطت إلى حوالي 90 دولارا مقارنة مع 120 دولارا قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي وارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وازدياد قوة الدولار.

عقب القرار، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع، تحسبا للتخفيضات وعلى خلفية بيانات حكومية أمريكية تظهر تراجع مخزونات الخام والوقود الأسبوع الماضي.

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 2.01 دولار أو ما يعادل 2.2% إلى 93.81 دولار للبرميل في الساعة 1540 بتوقيت جرينتش. وبلغ خام برنت أعلى مستوى له في الجلسة عند 93.96 دولار للبرميل وهو أعلى مستوى منذ 15 سبتمبر/ أيلول.

كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.78 دولار، أو 2.1 بالمئة، إلى 88.30 دولار للبرميل. وبلغ 88.42 دولار للبرميل خلال الجلسة وهو أعلى مستوى له منذ 15 سبتمبر/ أيلول

وبحسب تصريحات نقلتها رويترز عن فيونا سينكوتا، كبيرة محللي الأسواق في سيتي إنديكس، فإن أسعار النفط ترتفع حتى الآن هذا الأسبوع تحسبا للتخفيضات.

** تفاصيل القرار

بالعودة إلى قرار تحالف أوبك+، نقلت رويترز عن مصادر قولها: إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التخفيضات قد تشمل تخفيضات طوعية إضافية من قبل أعضاء مثل السعودية أو ما إذا كانت قد تتضمن النقص القائم فعلا في إنتاج الدول المنتجة.

وجاء إنتاج أوبك+ في أغسطس/ آب دون المستهدف بنحو 3.6 مليون برميل يوميا.

وبحسب مذكرة لـ "سيتي بنك"، فإنه إذا ارتفعت أسعار النفط بفعل تخفيضات كبيرة في الإنتاج، فمن المرجح أن يثير ذلك غضب إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.

وأضافت "قد يكون هناك مزيد من ردود الفعل السياسية من جانب الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب إضافي من المخزونات الاستراتيجية".

وتوقع جيه.بي مورجان أن تتخذ واشنطن إجراءات مضادة عن طريق الإفراج عن المزيد من الكميات من المخزونات.