تترقّب أسواق الطاقة نتائج اجتماع دول أوبك+ المقرر اليوم الأربعاء؛ لمناقشة حصص الإنتاج خلال سبتمبر المقبل، وأثرها على أسعار النفط وحجم المعروض، مع تصاعد أزمة الطاقة التي تضرب العالم.
ويأتي ذلك مع الارتفاع القياسي في أسعار النفط على وقع العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا الدائرة منذ 24 فبراير الماضي، وأثرها على إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا.
ويكتسب الاجتماع أهميته من كونه الأول لدول أوبك+ بعد نهاية خطط تخفيضات الإنتاج المعمول بها منذ مايو 2020 عقب انهيار أسعار النفط تحت وطأة تفشي جائحة كورونا، بالإضافة إلى استمرار الطلب المتزايد على النفط، خاصة من أوروبا.
تدور التوقعات حول خروج الاجتماع بقرارات تنعكس مباشرة على أسعار النفط.
وكانت خطة أوبك+ تتضمن العودة لمستويات الإنتاج المعهودة في سبتمبر 2022، لكن خلال يونيو قرر التحالف دفع هذه الزيادات إلى أغسطس وسط ارتفاع الطلب.
وحامت أسعار النفط الأيام الماضية عند مستوى 100 دولار للبرميل، وذلك بعد وصولها لمستويات تاريخية عند 147 دولار عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؛ بسبب مخاوف شح الإمدادات.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 0.5%، لتبلغ عند التسوية 100.54 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.6%، ليستقر عند 94.42 دولارًا للبرميل.
المخزون الأميركي
أنس الحجي خبير اقتصادات الطاقة، ومستشار تحرير منصة الطاقة، يقول إن اجتماع مجموعة أوبك + هام جدا؛ لأنه سيحدد خطط الإنتاج لدول المجموعة بداية من سبتمبر، وما إذا كانت ستعيد الإنتاج إلى ما كان عليه قبل جائحة كورونا.
ويشير الحجي إلى أن قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي ساهم في هدوء أسعار النفط من 140 دولار للبرميل إلى نحو 100 دولار حاليا.
يشار إلى أن السحب من المخزون بواقع مليون برميل يوميا لمدة 6 أشهر؛ يعنى سحب 180 مليون برميل.
يعلق الخبير النفطي بأن هذا القرار ساعد في انخفاض واردات الولايات المتحدة من النفط؛ ما أعطى فائضا من الخام في الأسواق يلبي طلبات دول مستهلكة كبرى للنفط مثل الهند والصين واليابان.
في الوقت نفسه، أشارت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة سجل أكبر زيادة منذ ديسمبر 2021، بأن ارتفع بمقدار 200 ألف برميل يوميا إلى 12.1 مليون برميل يوميا.
يرى المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول المصرية الأسبق، أن سياسية أوبك+ تعمل على استقرار أسواق الطاقة في ظل أزمات كورونا وحرب أوكرانيا.
ويوضح يوسف لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم تكن الحرب الروسية الأوكرانية هي السبب الرئيسي لارتفاع أسعار النفط، ولكنها أثرت بشكل كبير على الأسعار التي بلغت حدود 100 دولار للبرميل قبل الحرب، وكان هناك توقعات بالمزيد من الارتفاع".
ويُذكِّر المسؤول المصري السابق بأن جميع دول أوبك+ التزمت بالمقررات المتفق عليها من قبل، رغم طلب الرئيس الأميركي من بعض الدول زيادة الإنتاج.
وقد يشهد اجتماع دول أوبك+ زيادة محدودة من المعروض، ولكنها ستكون محكومة بمعدلات الطلب المتزايد؛ بحيث لا تؤثر كثيرا على أسعار النفط، وإن كان لها تأثير فسيكون محدودا للغاية.