ثمة وفرة بالأضاحي في الأراضي الفلسطينية ولكن الطلب عليها منخفض بسبب ارتفاع أسعارها وتراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين.

وقادت الأزمة الروسية-الأوكرانية ارتفاعا كبيرا بأسعار الأعلاف والشعير منذ عدة أسابيع وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار اللحوم التي لمسها المواطن الفلسطيني بشكل أكبر مع استعداده لاستقبال عيد الأضحى.

ولفت عمر نخلة النبالي، نقيب أصحاب الملاحم في الضفة الغربية، إلى أن "الوضع الاقتصادي صعب والاقبال على الأضاحي ضعيف".

وقال: "السبب هو ارتفاع الأسعار، فسعر الأضحية مرتفع جدا، فسعر كيلو "الخروف" غير المذبوح حوالي 40 شيكلا (حوالي 12 دولار أمريكي)، وهو ليس بمتناول المواطن فتكلفة الأضحية قد تصل إلى 2500 شيكل (733 دولار أمريكي) وهي ليست بالتكلفة البسيطة".

أضاف: "في الأعوام الماضية كان سعر الأضحية حوالي 1000-1500 شيكل (293-440 دولار أمريكي) وهي أسعار كانت بمتناول المواطنين، أما الآن فإن الأسعار ترتفع والرواتب على ما هي عليه".

وتابع: "الناس يريدون أن يضحوا كجزء من المناسك الدينية ولكن ضيق الحال لا يمكنهم من ذلك".

وأشار نخلة النبالي إلى أن "الأضاحي متوفرة بالسوق فهناك 80 ألف رأس من الماشية بالضفة الغربية ثلثها تقريبا بلدي والباقي مستورد من عدة دول بما فيها البرتغال وفرنسا".

وقال: "أسعار البلدي والمستورد هي ذاتها تقريبا".

وذكر نخلة النبالي أن سبب ارتفاع الأسعار مؤخرا هو الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف والشعير بنسبة تصل إلى أكثر من 80% إثر الأزمة الروسية-الأوكرانية.

التكلفة الأعلى في العالم

وتكاد تكون تكلفة الأضاحي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، الأعلى في العالم بوصلها الى أكثر من 700 دولار أمريكي.

وقال أحد أصحاب الملاحم في القدس الشرقية إن تكلفة الأضحية تصل إلى نحو 800 دولار أمريكي.

وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية من التضحية أمام منازلهم أو الساحات المفتوحة وتقتصرها على المسالخ المرخصة.

ومنذ الثمانينيات أوقفت إسرائيل عمل سوق الحلال أو "سوق الجمعة" في القدس الشرقية.

الأضحية في غزة أقل تكلفة

وفي قطاع غزة، أعلنت وزارة الزراعة أن لحوم الأضاحي متوفرة بشكل جيد وبأسعار مناسبة في أسواق القطاع وتفي باحتياجات المواطنين.

ولفتت في بيان إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى 17 ألف رأس من العجول وما يقارب 22 ألف رأس من الأغنام في موسم الأضاحي لهذا العام 2022.

وأشارت إلى أن الكميات المتوفرة حالياً من العجول والأغنام في مزارع التربية في قطاع غزة تصل لحوالي 18 الف رأس من العجول، و22 الف رأس من الأغنام.

وذكرت أن "أسعار العجول هذا العام تتراوح ما بين 17-20 شيكل للكيلوجرام (5- 6 دولار أمريكي).

وبذلك فإن سعر الأضحية في قطاع غزة يصل إلى 350 دولارا أمريكيا.

التضحية بالخارج.. إقبال متزايد ولكن بدون بهجة

وأدى ارتفاع أسعار الأضاحي بمواطنين من سكان القدس الشرقية بشكل خاص والضفة الغربية بشكل عام إلى التضحية بالخارج.

ويقوم مواطنون بتوكيل جمعيات خيرية لذبح أضاحي خارج الأراضي الفلسطينية بتكلفة منخفضة مقارنة مع سعر السوق المحلي.

وبحسب إعلانات يتم ترويجها بالقدس الشرقية فإن تكلفة الأضحية تتراوح ما بين 500-900 شيكل (147-264 دولار أمريكي).

ويتم الذبح في أستراليا وإسبانيا على أن يتم جلبها مجمدة إلى الأراضي الفلسطينية بعد انتهاء عطلة العيد.

ويدفع المواطن تكلفة الأضحية إلى مندوب جمعية محلية الذي يصدر فاتورة بتلقي المبلغ وعند الذبح يتلقى المواطن رسالة نصية بأن الذبح قد تم.

وقال إياد عز، 55 عاما ومن سكان القدس الشرقية: "أعتقد أن هناك اقبالا كبيرا على تقديم الأضاحي خارج فلسطين بسبب عدم توفر الأموال لدى المواطنين لشراء الأضحية محليا".

وأضاف: "منذ عدة سنوات أقوم بالتضحية بهذه الطريقة وتصل الأضحية مقسمة وفي أكياس بعد انتهاء العيد حيث نحتفظ بجزء منها ونقوم بتوزيع الباقي عل الفقراء".

وتابع: "صحيح أن هذه الطريقة غير مكلفة وتناسب وضعي المالي ولكن في نفس الوقت فإنه لا توجد بهجة للأضحية ولا يمكن توزيع اللحوم على الفقراء في اليوم الأول من العيد مثلا".

ويلاحظ أن هناك ارتفاعا ملحوظا في ظاهرة تقديم الأضاحي خارج الأراضي الفلسطينية.

ولكن نخلة النبالي قال: "أعتقد إن الاقبال على هذا النوع من الأضاحي ضعيف جدا بالضفة الغربية فالناس تحب أن تضحي وأن تأكل بالعيد من أضحيتها وأن توزع على الفقراء والأقارب".

وأضاف: "الأضحية كانت بالمتناول ولكن ضعف القوة الشرائية أثرت على المواطنين بسبب الوضع الاقتصادي الصعب فالموظف في الحكومة يتلقى منذ عدة أشهر نحو 80% من راتبه شهريا فكيف سيكون بإمكانه ذبح أضحية خاصة مع ارتفاع الأسعار؟"

وتابع نخلة النبالي: "أسعار الأضاحي بفلسطين مرتفعة جدا مقارنة مع الدول الأخرى ولربما هنا هي الأغلى في العالم".