تحليل | ما علاقة أسعار النفط والذهب بتوترات "روسيا أوكرانيا"؟

russian-federation-and-ukraine-2022-02-12-08-10-28-utc.jpg
المنقّبون - The Miners

ما علاقة أسعار الطاقة والذهب والدولار بتوترات "روسيا أوكرانيا"؟

سجلت أسعار النفط الخام في منتصف التعاملات، الخميس، مستوى 105 دولارات لبرميل نفط برنت، فيما قفزت عقود الذهب لمستوى 1950 دولارا.

وفجر الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد.

وقال بوتين في كلمة متلفزة عير معلنة مسبقا قبيل الساعة الثالثة بتوقيت غرينتش "اتخذت قرار شن عملية عسكرية"؛ وتوجه إلى العسكريين الأوكرانيين بقوله "أدعوكم إلى إلقاء السلاح".

وبحسب مسح أجراه "المنقّبون" لبيانات سوقي النفط والذهب العالميتين، منذ صباح الخميس، صعد سعر برميل برنت للعقود الفورية بنسبة 11.2% إلى 105 دولارات للبرميل بأعلى مستوى منذ منتصف 2014.

لكن الأسعار التقطت أنفاسها بعد موجة صعود حادة، أغلقت جلسة الخميس عند مستوى 95.42 دولارا لبرميل برنت، بينما تتداول صباح اليوم الجمعة، عند 97.7 دولارا للبرميل.

بينما ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 2.9% أو 57 دولارا إلى 1953 دولارا للاونصة الواحدة (الأوقية)، أعلى مستوى منذ أغسطس 2020، لكنها فقدت معظم مكاسبها مساء الخميس إلى 1905 دولارات، وتتداول صباح الجمعة عند 1915 دولارا.

ولكن! لماذا صعدت أسعار النفط والذهب ومؤشر الدولار مع إعلان روسيا عن عملية عسكرية شرق أوكرانيا، سبقها ارتفاعات بسبب توترات العلاقة بين البلدين؟

- أولا، تعتبر روسيا ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يبلغ 10.2 ملايين برميل، بينما يبلغ حجم صادرتها اليومية، قرابة 4.5 ملايين برميل يوميا.

وتخشى أسواق الطاقة من حصول إعاقة في سلاسل إمدادات النفط من روسيا إلى المستهلكين، في حال تصاعد التوترات، ما يعني مخاوف من تراجع معروض الخام عالميا، والنتيجة زيادة على أسعاره.

- ثانيا، تخشى أسواق النفط من دخول أطراف أخرى في الحرب، كالولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بمتوسط إنتاج يومي 11.3 مليون برميل.

- ثالثا، تعد عقود الذهب إحدى الأصول الآمنة، التي يتم التحوط بها ضد ارتفاعات التضخم، وضد المخاطر الجيوسياسية وأوقات الأزمات الاقتصادية والحروب.

إذ يهرب المستثمرون من الصناديق المقومة بعملات أخرى غير الدولار، وأسواق الأسهم والسندات والاستثمارات الأخرى عالية المخاطر، إلى الصناديق المقومة بالذهب، لحماية أصولهم من أية تراجعات حادة.

لكن أسعار المعدن الأصفر تراجعت مساء الخميس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده لن تتدخل عسكريا داخل أوكرانيا، الأمر الذي هدأ من مخاوف الأسواق من دخول أطراف أخرى في الصراع العسكري.

- رابعا، أصبح الدولار في التوترات الحالية ملاذا آمنا للمتعاملين الهاربين من الاستثمارات عالية المخاطر مثل الأسهم والسندات، إلى الصناديق المقومة بالدولار، ما يزيد جاذبيته أمام العملات الأخرى.