تحليل | هذه العوامل ستحدد سعر الشيكل في 2026

Image (Saturday, Aug 13, 2022, 10_46 AM).jpg
المنقبون - The Miners

يدخل الشيكل الإسرائيلي عام 2026 وهو محاصر بسلسلة غير مسبوقة من المخاطر السياسية والأمنية والمالية، في وقت تتزايد فيه احتمالات الانفجار الإقليمي وتتعاظم حالة الشلل الداخلي.

اليوم وحتى جلسة 24 ديسمبر 2025 نجد أن الشيكل ارتفع بأكثر من 13٪ أمام الدولار الأميركي من 3.65 إلى 3.19 وفق سعر الشاشة ببداية جلسة الأربعاء.

يظهر تحليل منصة المنقبون، أن عملة الشيكل لطالما استندت إلى قوة قطاع التكنولوجيا وتدفقات الاستثمار الأجنبي، لكنها تجد نفسها اليوم أمام اختبارات قاسية، مع تصاعد الحديث عن حرب إقليمية، وعودة الجبهات المفتوحة، وانسداد الأفق السياسي في الداخل. 

وبين رهانات الأسواق على «ناسداك» ومخاوف المستثمرين من اتساع رقعة الصراع، يبدو أن مسار الشيكل في العام المقبل سيكون أكثر تقلباً، وأقل قابلية للتنبؤ، من أي وقت مضى.

يبقى السيناريو الأخطر والأكثر تأثيراً على الشيكل هو اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، سواء عبر ضربات متبادلة أو تصعيد شامل يشمل المنشآت النووية الإيرانية. 

1. تجدد حرب إسرائيل وإيران

يبقى السيناريو الأخطر والأكثر تأثيراً على الشيكل هو اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، سواء عبر ضربات متبادلة أو تصعيد شامل يشمل المنشآت النووية الإيرانية. 

في حال حدوث ذلك، من المرجّح أن يشهد الشيكل انخفاضاً حاداً أمام الدولار مقارنة مع مستوياته الحالية البالغة 3.19 شيكل / دولار، نتيجة تدفق المستثمرين إلى الأصول الآمنة وابتعادهم عن المخاطر الإقليمية.

المستثمرون يراقبون بقلق متزايد ارتفاع وتيرة المناوشات العسكرية غير المعلنة بين الطرفين، والتقارير الاستخباراتية التي تتحدث عن استعدادات على جانبي الحدود.

2. الجبهتان الشمالية والجنوبية

لا تقل خطورة التوترات المتزايدة على الحدود مع لبنان وسوريا عن الملف الإيراني. ففي حال توسعت الاشتباكات مع حزب الله أو الميليشيات المدعومة من طهران في الجنوب السوري، فإن ذلك سيضيف ضغطاً إضافياً على العملة، نظراً لتزايد كلفة المخاطر والإنفاق العسكري، فضلًا عن احتمالات تراجع الاستثمارات الأجنبية.

وفي الجنوب، يُخشى من عودة الحرب إلى قطاع غزة، حيث لم تُستكمل المرحلة الأولى من وقف الحرب ولم تبدأ مناقشات عملية بشأن إعادة الإعمار.

هذا المشهد يأتي وسط مؤشرات على تصعيد ميداني محتمل وتوترات متزايدة في الضفة الغربية، التي تشهد بالفعل تصعيداً أمنياً خطيراً في الشهور الأخيرة من 2025.

الاقتصاد الإسرائيلي، ورغم متانته النسبية يعتمد بشكل كبير على الاستقرار السياسي لضمان استمرارية الاستثمار الأجنبي وفعالية السياسات المالية والنقدية.

3. فرضية انتخابات بلا أفق

سياسياً، تعيش إسرائيل حالة جمود غير مسبوقة، مع توقعات بإجراء انتخابات جديدة في 2026، هي السادسة في أقل من خمس سنوات. 

وفي حال فشل الكتل السياسية مجدداً في تشكيل حكومة مستقرة، فإن حالة الضبابية السياسية ستقود إلى تراجع ثقة المستثمرين الدوليين، وبالتالي زيادة الضغوط على الشيكل، الذي يتأثر سريعًا بمؤشرات الثقة والمؤسساتية.

الاقتصاد الإسرائيلي، ورغم متانته النسبية يعتمد بشكل كبير على الاستقرار السياسي لضمان استمرارية الاستثمار الأجنبي وفعالية السياسات المالية والنقدية.

4. مؤشر ناسداك

على الجانب المالي، يلعب مؤشر ناسداك الأمريكي دوراً محورياً في أداء الشيكل، نظراً للترابط العميق بين الاقتصاد الإسرائيلي وقطاع التكنولوجيا العالمي. 

ويُعتبر الشيكل في كثير من الأحيان عملة "مرتبطة بالتكنولوجيا" نظراً لانكشاف الاقتصاد الإسرائيلي على شركات التقنية والاستثمار في رأس المال المغامر.

ومنذ عدة شهور، يدور حديث في وول ستريت أن فقاعة الذكاء الاصطناعي اقتربت من الانفجار، في وقت يتم ضخ أكثر من نصف تريليون دولار سنوياً منذ 3 سنوات بالذكاء الاصطناعي.

يُعتبر الشيكل في كثير من الأحيان عملة "مرتبطة بالتكنولوجيا" نظراً لانكشاف الاقتصاد الإسرائيلي على شركات التقنية والاستثمار في رأس المال المغامر.

وأمام هذا الضخ فإن شركات كبرى مثل Open AI لم تحقق حتى اليوم دولاراً واحداً كصافي ربح، ما يذكي المخاوف من تأخر أكبر في العوائد المالية.

تحليل منصة المنقبون يشير أن فرضية استمرار صعود مؤشر ناسداك خلال العام المقبل قد يساهم في تعزيز الشيكل أكثر صوب 3.1 شيكل / دولار مع استقرار الأوضاع الجيوسياسية، عبر تدفقات استثمارية في قطاع التكنولوجيا داخل إسرائيل، وتعافي قيمة أسهم شركات التكنولوجيا المدرجة في تل أبيب والولايات المتحدة. 

في المقابل، أي تصحيح حاد أو ركود في قطاع التكنولوجيا العالمي قد ينعكس سلباً على الشيكل.