بينما تتعرض إسرائيل إلى سقوط صواريخ من إيران، في حرب قد تكون الأصعب منذ تأسيسها، تسلك بورصة تل أبيب مساراً مغايراً للتوقعات.
وسجلت بورصة تل أبيب ارتفاعات لافتة بدل الانهيار المفترض؛ هذه المفارقة تطرح تساؤلاً مركزياً: لماذا تتجاهل الأسواق المالية في تل أبيب أجواء الحرب؟
في الظاهر، قد يبدو الأمر إنكاراً للخطر، لكن في العمق المشهد أكثر تعقيداً، تحكمه رهانات استراتيجية وتدخلات وحتى قراءات متفائلة للمستقبل.
مؤشر بورصة تل أبيب TASE 35 قرب أعلى مستوياته على الإطلاق على الرغم من الحرب على إيران.
مستثمرون “خفّيون”
تشير معلومات إلى أن هناك جهات استثمارية تقوم بشراء فوري لكل الأسهم المعروضة للبيع تقريباً، ما يمنع حدوث أي هبوط حاد.
هذه التحركات تُقرأ على أنها محاولة لدعم السوق واستقرارها بشكل غير مباشر، سواء لأسباب اقتصادية بحتة أو بدوافع سياسية واستراتيجية.
مكاسب طويلة الأجل
المستثمرون يعتقدون أن الضربات الإسرائيلية للأهداف النووية والعسكرية الإيرانية، أدت إلى إضعاف قدرات طهران، ما يقلص التهديد على المدى البعيد.
وبعض التحليلات الصادرة عن محللي أسواق في بورصة تل أبيب، ترى أن هذا “الوضع الاستراتيجي الجديد” يمكن أن يمهد الطريق لتدفق الاستثمارات لاحقاً، إذا ما خف التوتر النووي في المنطقة.
أساسات اقتصادية قوية
مكتب الإحصاء الإسرائيلي نفذ مراجعة لبيانات النمو لترتفع إلى 3.7% في الربع الأول، في وقت تباطأ فيه التضخم إلى 3.1%.
هذا الأداء تصفه صحيفة غلوبس المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، بأنه معزز لمناعة السوق، في ظل استمرار دعم قطاعات مثل التكنولوجيا والاستثمار المؤسسي، والتي تملك وزناً كبيراً في بورصة تل أبيب.
الشيكل يُحلق
العملة الإسرائيلية سجلت ارتفاعاً بنسبة 3.6% أمام الدولار خلال الأسبوع الحالي، في أفضل أداء منذ أكتوبر 2023.
هذا الصعود يُقرأ كإشارة على ثقة الأسواق بقوة الاقتصاد، ويدفع بمزيد من رؤوس الأموال نحو السوق المالية المحلية، وقد يفسر من ناحية أخرى، بوجود دعم للشيكل من قبل بنك إسرائيل، بضخ سيولة أجنبية لتلبية الطلب ومنع أية مؤشرات على تراجع المعروض النقدي بالدولار.
كما أن السوابق التاريخية تظهر أن البورصة الإسرائيلية تتعافى سريعاً في أوقات النزاعات، طالما لم تتوسع إلى حرب شاملة؛ وهو ما حصل في أولى شهور الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عندما عوضت كل خسائرها.