تحليل | رغم نيران الحرب.. لماذا صعد الشيكل أمام الدولار؟

الشيكل.webp
المنقبون - The Miners

في مفارقة ملفتة، سجل الشيكل الإسرائيلي قفزة قوية في سوق الصرف الأجنبي منذ جلسة الإثنين، رغم اشتعال المواجهة العسكرية مع إيران. 

وحدد بنك إسرائيل ظهر أمس سعر صرف الدولار مقابل الشيكل عند 3.537 شيكل بانخفاض 1.75%، وسعر صرف اليورو عند 4.094 شيكل بتراجع 1.418%. 

أما في العقود الآجلة بعد ظهر أمس، فقد انخفض الشيكل-دولار مجددًا بنسبة 1.13% ليصل إلى 3.513 شيكل، واليورو بنسبة 1.3%.

بينما في التعاملات المبكرة، الثلاثاء، بلغ سعر صرف الدولار 3.49 شيكل، قبل أن يتراجع قليلا إلى 3.5 شيكل مع إطلاق إيران رشقة صاروخية صباح اليوم، بينما سجل في تعاملات الجمعة الماضية 3.67 شيكل / دولار.

ورغم هذا الارتفاع المفاجئ، فإن الشيكل ما زال يُظهر تراجعا أسبوعيا قدره نحو 2% أمام الدولار، مما يعكس تقلبات حادة ناتجة عن حالة الغموض الجيوسياسي والمالي.

تغيير قواعد اللعبة

يرى أوري توفال، الرئيس التنفيذي لشركة توفال للاستثمار، أن رد فعل السوق الإيجابي يعود إلى قراءة جديدة للمشهد: “ما يجري مع إيران ليس جولة عابرة من القتال، بل محاولة استراتيجية لتغيير قواعد اللعبة بالكامل.. الأمر يشبه ‘قطع رأس الأفعى”.

وبحسب توفال الذي كان يتحدث لصحيفة غلوبس الإسرائيلية، فإن هذه الحرب -إن نجحت- قد تؤسس لواقع أمني جديد لإسرائيل، ربما يفوق حتى توقيع اتفاق سلام مع السعودية من حيث التأثير. 

وأضاف: “قد ندخل حقبة اقتصادية ذهبية تمتد لعشرين أو ثلاثين عاما، ويجب على المستثمرين الاستعداد لذلك”.

رأي اقتصادي أكثر تحفظا

من جانبه، وصف رونن مناحم، كبير اقتصاديي بنك “مزراحي طفحوت”، صعود الشيكل بأنه لافت، خصوصا لتزامنه مع تراجع مفاجئ في مؤشر الأسعار لشهر مايو، ما يزيد احتمال خفض الفائدة في الفترة المقبلة.

لكنه حذر من الإفراط في التفاؤل: “نحن في فترة من التقلبات الاستثنائية.. صحيح أن الشيكل ارتفع، لكنه لا يزال أضعف من مستواه قبل أسبوع. التحركات الحالية تعكس مضاربات وليس اتجاهًا راسخًا”.

ويضيف أن تعافي الشيكل مرتبط جزئيا بتحسن طفيف في العقود الآجلة للأسواق الأميركية، إضافة إلى الأداء القوي لسوق الأسهم في إسرائيل بعد إعادة فتحه لأول مرة منذ اندلاع الحرب، ما أثار اهتمام المستثمرين الأجانب.

تحليل المنقبون

رغم التصعيد العسكري، يبدو أن الأسواق تقرأ الصراع على أنه محدود النطاق، أو على الأقل محسوب استراتيجيا، دون تهديد مباشر للبنية الاقتصادية أو البنوك. 

كما أن التصورات بشأن حرب عسكرية قصيرة وموجهة أثارت موجة من التفاؤل في أوساط المستثمرين المحليين.

إلى جانب ذلك، فإن التراجع في التضخم المحلي وزيادة التوقعات بخفض أسعار الفائدة أعادا الزخم للاستثمار في الأصول المقومة بالشيكل، مدعوما بثقة متزايدة في قدرة إسرائيل على إدارة الأزمة دون انهيار اقتصادي.

أما فرضية تدخل بنك إسرائيل في الوقت الحالي بسوق الصرف، فقد تبدو مستبعدة، خاصة وأن الشيكل لم يتراجع إلى المستويات التي قد تدفع بنك إسرائيل للتدخل.