تراجع الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأميركي، الجمعة، إلى أدنى مستوى له منذ شهرين، مسجلاً 3.66 شيكل لكل دولار، مقارنةً بـ 3.49 شيكل في بداية تعاملات يوم الخميس، أي بنسبة تراجع تقارب 5% في أقل من 24 ساعة.
يأتي هذا الانخفاض الحاد على خلفية التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، بعد أن شنت إسرائيل هجمات جوية على أهداف إيرانية فجر الجمعة، ما زاد من قلق المستثمرين ودفعهم نحو الأصول الآمنة مثل الدولار الأميركي والذهب.
ويُعد التراجع في سعر صرف الشيكل الأكبر منذ أبريل الماضي، ويعكس مدى حساسية العملة الإسرائيلية للأحداث الأمنية في المنطقة، خاصةً عندما تكون مرتبطة بإيران التي تُعتبر أحد أبرز التهديدات الاستراتيجية لإسرائيل.
ويقول خبراء الأسواق إن هبوط الشيكل بهذه السرعة يعكس مزيجاً من العوامل السياسية والمالية، أبرزها:
• عودة المخاطر الجيوسياسية بقوة إلى المنطقة.
• مخاوف المستثمرين الأجانب من اتساع رقعة المواجهة مع إيران.
• هروب رؤوس الأموال قصيرة الأجل نحو عملات الملاذ الآمن.
تحليل المنقبون
هذا التراجع في الشيكل ليس فقط نتيجة مباشرة للهجمات الأخيرة، بل يعكس أيضًا هشاشة البنية الاقتصادية في ظل بيئة سياسية وعسكرية متقلبة.
فالشيكل كان من أقوى العملات في بداية العام، مدفوعا بارتفاع أسعار الفائدة من بنك إسرائيل، وثقة المستثمرين في السوق الإسرائيلية.
لكن هذه الثقة تتبخر تدريجيا كلما تصاعدت التهديدات الأمنية وظهرت احتمالات التصعيد الإقليمي.
ويمكن قراءة هذا الانخفاض على مستويين:
1. قصير الأجل: المستثمرون يتجهون سريعا نحو الدولار كملاذ آمن عند أي تهديد مباشر.. فالشيكل عملة حساسة جداً للاضطرابات الأمنية، ويكفي أن تُسمع كلمة “إيران” في العناوين لتبدأ موجات بيع سريعة في السوق.
2. طويل الأجل: إذا استمرت الهجمات أو تصاعدت إلى مواجهات إقليمية واسعة، فقد نشهد تحولاً هيكلياً في معنويات الأسواق تجاه الاقتصاد الإسرائيلي، ما يضغط على الشيكل ويؤثر سلبًا على الاستثمارات الأجنبية.
ورغم أن بنك إسرائيل قد يتدخل في السوق لتهدئة التقلبات، إلا أن قدرته ستكون محدودة إذا تحوّلت الأزمة من عسكرية إلى اقتصادية، خاصةً مع تباطؤ نمو الاقتصاد المحلي وازدياد العجز في الميزانية العامة نتيجة الإنفاق العسكري.