المنقبون - The Miners
أصدر بنك هبوعليم تقريره الدوري عن حالة السوق الإسرائيلية، في خضم اضطرابات سياسية وأمنية متسارعة، في ظل تصاعد التوترات في المنطقة من ازدياد حدة القتال في غزة، إلى القلق المتزايد بشأن التهديد النووي الإيراني.
ورغم هذا المشهد القاتم، يقول محللو البنك إن الأسواق المالية لم تُبدِ ردة فعل سلبية قوية، وربما فسّروا الأحداث على أنها تزيد من فرص الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وهو أمر تنظر إليه بعض الجهات بإيجابية.
ورغم التصعيد، حافظ الشيكل الإسرائيلي على قوته، بل وارتفع مقابل الدولار ليكسر حاجز 3.50 شيكل للدولار خلال الأسبوع الماضي، كما سجلت مؤشرات الأسهم ارتفاعًا بنحو 1%، وانخفضت علاوة المخاطر بشكل طفيف إلى 125 نقطة على السندات لأجل عشر سنوات.
الاستهلاك يتباطأ
وعلى صعيد الاستهلاك المحلي، لوحظ تباطؤ في الإنفاق، حيث تراجعت مشتريات بطاقات الائتمان بنسبة 0.4% في أبريل. هذا التباطؤ يُعزى جزئيا إلى التسوق المكثف قبل رفع ضريبة القيمة المضافة، وكذلك إلى زيادة السفر للخارج.
وشهدت توقعات النمو للعام 2025 أيضا تعديلا هبوطيا، حيث خفّضت وزارة المالية تقديراتها من 4.4% إلى 3.6%.
وعلى الجانب المالي، ارتفعت توقعات الإيرادات الضريبية للعام الجاري بمقدار 17 مليار شيكل، بفضل تحسينات في تحصيل الضرائب المباشرة، إلا أن هذه الزيادة ستقابل بارتفاع في الإنفاق الدفاعي، مع المحافظة على هدف العجز عند 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي.
ماذا عن سوق العمل؟
وبدأ معدل زيادات الأجور في التباطؤ، ليسجل متوسطا سنويا قدره 3.7% مقابل تضخم بحدود 3%. لكن في بعض القطاعات مثل الصناعة والضيافة ارتفعت الأجور بأكثر من 5%، ما يشكل ضغطا تضخميا محتملا.
ومع تراجع توقعات التضخم إلى 2% تقريبا، لا تزال مخاطر ارتفاع الأسعار قائمة خاصة في حال استمرار الحرب لفترة طويلة.
وبالنسبة للعقارات، تشير بيانات الإحصاء المركزي الإسرائيلي إلى استقرار أسعار الشقق الشهر الماضي مع ارتفاع سنوي قدره 6.4%. لكن بنك هبوعليم يحذر من صعوبة القياس حاليًا، بسبب زيادة في صفقات الشقق القديمة التي تشمل رخص بناء وارتفاع قيمة الأرض.
وختامًا، يتوقع البنك أن يبقى قرار بنك إسرائيل بشأن الفائدة مرهونا بالتطورات الجيوسياسية، وعلى الرغم من استقرار توقعات التضخم تشير الأسواق حاليا إلى خفض واحد فقط في الفائدة بنهاية 2025، إلا أن نهاية الحرب قد تسرع وتيرة التخفيضات.