المنقبون - The Miners
أطلق صندوق النقد الدولي تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تصاعد المخاطر الجيوسياسية، وعلى رأسها التوترات التجارية، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى تصحيحات حادة في أسعار الأسهم العالمية، بما يهدد الاستقرار المالي بشكل واسع.
جاء هذا التحذير في أحد فصول تقرير الاستقرار المالي العالمي، المقرر صدوره بشكل كامل خلال اجتماعات الربيع المشتركة مع البنك الدولي التي تبدأ في 21 أبريل الجاري.
وأوضح الصندوق أن الأحداث الجيوسياسية، بما فيها الحروب، القيود التجارية، والاضطرابات السياسية، أصبحت تشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار الأسواق، ويمكن أن تؤدي إلى: انخفاضات حادة في مؤشرات الأسهم، وموجات من تقلبات السوق وعدم اليقين، وضعف في سيولة المؤسسات المالية والمصرفية.
ورغم أن الصندوق لم يُسمِّ صراحةً أحداثًا بعينها، إلا أن مراقبين ربطوا هذه التصريحات بـ الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرًا، والتي أعادت إشعال نيران الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
الأرقام لا تكذب
وفقًا لأبحاث صندوق النقد، فإن الأحداث الجيوسياسية الكبرى مثل الحروب والهجمات الإرهابية، تؤدي إلى انخفاض شهري في أسعار الأسهم بنسبة 1% في الأسواق المتقدمة، و2.5% في الأسواق الناشئة.
وفي حالة الصراعات العسكرية واسعة النطاق، مثل غزو روسيا لأوكرانيا في 2022، بلغ متوسط الانخفاض الشهري للأسهم 5%، أي ضعف التأثير المعتاد لأحداث المخاطر الجيوسياسية.
وحثّ صندوق النقد المؤسسات المالية حول العالم على: تعزيز احتياطاتها من رأس المال والسيولة لتجنب الانهيار في حال تصاعد الخسائر. واستخدام أدوات مثل اختبارات التحمل المالي لتقدير مدى تأثرها بالأزمات المحتملة. بجانب إدارة المخاطر عبر تنويع الاستثمارات وتخفيف التعرض للمناطق الجغرافية عالية التوتر.
وعكست الأسواق بالفعل هذه المخاوف، إذ شهدت وول ستريت خلال الأسبوع الماضي أكبر تقلبات لها منذ جائحة كوفيد-19.
مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تراجع بأكثر من 10% منذ تولي ترامب منصبه في 20 يناير، بينما صعدت أسعار الذهب لمستويات قياسية تاريخية، في إشارة واضحة لهروب المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.