في ظل تصاعد التوترات التجارية بسبب سياسات الرسوم الجمركية الجديدة التي أقرّها الرئيس دونالد ترمب، عاد السؤال القديم-الجديد إلى الواجهة: هل يمكن تصنيع آيفون بالكامل داخل الولايات المتحدة؟ والإجابة من خبراء الصناعة: “نعم، ولكن بثمن باهظ جدًا”.

بحسب تحليل مشترك أجرته وول ستريت جورنال بالتعاون مع خبراء تصنيع وتقنيات، فإن إنتاج هاتف آيفون في الولايات المتحدة من الألف إلى الياء قد يرفع تكلفة الجهاز إلى 3500 دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف سعره الحالي البالغ حوالي 1100 دولار لطراز iPhone 16 Pro.

يحتوي آيفون على مكونات من أكثر من 40 دولة، وأغلب القطع الأكثر تعقيدًا تأتي من آسيا، خاصة تايوان وكوريا الجنوبية واليابان والصين. فمثلًا:

    •    المعالج من تايوان: $90.85

    •    الشاشة من كوريا الجنوبية: $37.97

    •    الكاميرا الخلفية من تايوان: $126.95

    •    البطارية من الصين: $4.10

    •    المودم من كوريا الجنوبية 5G: $26.62

    •    الذاكرة من الولايات المتحدة: $21.80

    •    التخزين من اليابان: $20.59

    •    الهيكل الخارجي من الولايات المتحدة: $20.79

    •    مكونات أخرى: $200.06

وهذا لا يشمل التكاليف التشغيلية والنقل والضرائب والتوزيع، مما يرفع الكلفة الفعلية إلى نحو $1100. 

لكن لو أُنتج الجهاز بالكامل في أمريكا، مع الاعتماد على العمالة والآلات والبنية التحتية المحلية، فقد تتجاوز الكلفة $3500 للجهاز الواحد.

لكن أحد التحديات الكبرى بحسب الخبراء هو نقص المهارات الهندسية والعمالة المؤهلة. 

فالولايات المتحدة، كما قال تيم كوك في مقابلة سابقة، تفتقر إلى عدد كافٍ من مهندسي الأدوات المتخصصة التي يتطلبها تصنيع أجهزة مثل الآيفون.. “في أمريكا قد لا نملأ غرفة بمهندسي الأدوات، بينما في الصين يمكن ملء ملاعب كرة قدم بهم”، بحسب كوك.

ويرى البروفيسور غاري غيريفي من جامعة ديوك، أن الحل الواقعي ليس تصنيع كامل في أمريكا، بل إعادة توزيع سلسلة التوريد لتشمل أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية. و

قد تستغرق هذه العملية من 3 إلى 5 سنوات حتى تكتمل، وتتطلب استثمارات ضخمة في المصانع والبنية التحتية وتدريب الكفاءات.