المضاربون يراهنون على الفوضى

محدث | ما علاقة غالانت بهبوط الشيكل وبورصة تل أبيب؟

المنقبون - The Miners

شهد سعر صرف الشيكل أمام العملات الأخرى انخفاضا في تعاملات الاثنين، وكذلك هبطت بورصة تل أبيب بشكل حاد.

ويأتي التراجع على العملة الإسرائيلية والبورصة مع صدور تقارير تفيد بتوجّه رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلى إقالة وزير الحرب يوآف غالانت وتعيين جدعون ساعر بدلا منه، فما علاقة هذه الخطوة بالأسواق المالية؟

حقيقةً، لا يمكن فصل هذه التطورات عن نهج غالانت الأكثر حذراً في الحرب مع حزب الله وتصريحات نتنياهو الأكثر تشدداً في هذا الشأن، بحسب صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية.

تقلبات كبيرة

ولا تزال سوق الصرف الأجنبي في إسرائيل متقلبة للغاية وسط التوترات السياسية المحلية والجيوسياسية الإقليمية.

وفي تعاملات ظهر الثلاثاء، وصل سعر الشيكل مقابل الدولار إلى 3.746، ومقابل اليورو إلى 4.170.

ومع نهاية الأسبوع المالي يوم الجمعة الماضية، أغلق الدولار أمام الشيكل عند 3.707، واليورو أمام الشيكل عند 4.110.

ويوضح كبير خبراء الاقتصاد في شركة ليدر كابيتال ماركتس يوناتان كاتس، لـ"غلوبس"، أن إقالة غالانت "تعزز التقييم بأننا لن نصل إلى وقف إطلاق النار، وربما نبدأ حملة أخرى في الشمال، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من انخفاض السوق".

ويعتقد أن "خيار زيادة علاوة المخاطرة في إسرائيل يخلق مشاعر سلبية بين المستثمرين. وما دامت حالة عدم اليقين تتزايد، وتغيير وزير الدفاع سيساهم في ذلك، فإن الأسواق المحلية ستضعف وسيتعزز الدولار".

تداعيات إقالة غالانت

ويقول يوسي فرانك، الرئيس التنفيذي لشركة إنيرجي فاينانس، للصحيفة ذاتها: "يفسر اللاعبون في السوق إقالة غالانت بأنها فوضى سياسية وزيادة احتمالات الحرب في لبنان، ولكن لا يوجد شيء في السوق سوى نشاط المضاربين الذين يراهنون على الفوضى. لا أحد يشتري الدولارات سواهم. المؤسسات تبيع، والمصدرون يبيعون، والدولار يضعف عالميا، وكان من المفترض أن يؤدي مؤشر أسعار المستهلك إلى تعزيز كبير للشيكل. ولكن عندما تكون السوق في حالة من الفوضى، يمكن لأي شخص أن يفعل ما يريد فيها".

يأتي كل هذا جنبًا إلى جنب مع بيانات اقتصادية كلية سلبية. ارتفع التضخم إلى 3.6% على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، بعد أن سجل مؤشر أسعار المستهلك في أغسطس/ ارتفاعًا غير متوقع بنسبة 0.9%.

وأجرى المكتب المركزي للإحصاء مراجعة أرقام النمو للربع الثاني الذي انخفض بشكل حاد إلى 0.7% سنويًا من 1.2% في تقديره الأول.

وهذا يعني أن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل انخفض بنسبة 0.9% سنويًا في الربع الثاني من عام 2024.

وأصدر مكتب نتنياهو بيانًا بعد وقت قصير من ظهور التقارير التي نقلتها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية "كان" وصحيفة جيروزاليم بوست وآخرون، وفي البيان، نفى نتنياهو وجود مفاوضات مع ساعر، إلا أنه لم يشر إلى موضوع إقالة غالانت.

ويشرح موقع "بلومبيرغ" أن نتنياهو اصطدم مع غالانت مرارا وتكرارا بشأن الحرب في غزة ضد حماس، وما إذا كان ينبغي قبول وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى حماس أم لا.

ومؤخرا، كان غالانت العضو الوحيد في مجلس الوزراء الأمني ​​المكون من عشرة أعضاء الذي صوت ضد سياسة الإبقاء على الوجود العسكري في ممر فيلادلفيا في غزة.

كما دخل غالانت، وفق "بلومبيرغ"، في خلاف مع نتنياهو العام الماضي بشأن خطة إصلاح قضائي مثيرة للانقسام تبناها رئيس الوزراء.

وأشار غالانت إلى أن بعض المتظاهرين المناهضين للحكومة هددوا بعدم الالتحاق بالخدمة في قوات الاحتياط العسكرية، وحذر علنًا من أن استعداد إسرائيل للحرب أصبح ضعيفًا. وأعلن نتنياهو إقالة غالانت ثم تراجع بعد موجة من التظاهرات في الشوارع.

وينتمي وزير الحرب إلى حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، في حين يرأس ساعر، وهو عضو في البرلمان، حزبا يضم أربعة أعضاء في البرلمان المكون من 120 مقعدا، أو الكنيست. وإذا انضم ساعر إلى الائتلاف الحاكم، فإن ذلك من شأنه أن يعزز القوة السياسية لنتنياهو.