تحليل | بالأرقام.. هل تواجه حكومة اشتية أزمة مالية؟

iStock-1329823979.jpg
المنقبون - The Miners

منذ نوفمبر/تشرين ثاني 2021 حتى اليوم، تصرف الحكومة الفلسطينية رواتب منقوصة للموظفين العموميين، التي تراكم لصالحهم أجر شهرين ونصف الشهر بالحد الأقصى.

تبرر الحكومة أزمتها، بأن إسرائيل رفعت من وتيرة الاقتطاعات المالية من أموال المقاصة، التي تعد مصدر الدخل الأبرز لتوفير فاتورة رواتب الموظفين العموميين.

ولكن! هل فعلا واجهت السلطة الفلسطينية ظروفا قاهرة دفعتها للإعلان في أكثر من مناسبة، أنها تعاني أزمة مالية ناتجة عن الخصومات الإسرائيلية؟

تشير بيانات الميزانية الفلسطينية الصادرة عن وزارة المالية، أن إسرائيل تقتطع منذ عام 2020، ما متوسطه 610 ملايين شيكل سنويا، من أموال المقاصة، مقابل ما تقدمه الحكومة الفلسطينية من مخصصات للأسرى.

وهنا، يبرز السؤال الأبرز! هل 610 ملايين شيكل كفيلة بإعلان الحكومة عن دخولها أزمة مالية، وهو ما دفعها (كما تقول الحكومة) لصرف رواتب منقوصة للموظفين العموميين؟

تبرر الحكومة أزمتها، بأن إسرائيل رفعت من وتيرة الاقتطاعات المالية من أموال المقاصة، التي تعد مصدر الدخل الأبرز لتوفير فاتورة رواتب الموظفين العموميين.

في المقابل، تشير بيانات الميزانية الفلسطينية، إلى ارتفاع مجمل إيرادات الحكومة بنسبة 15% خلال العام الماضي، مقارنة مع 2021، لتسجل 15.7 مليار شيكل، صعودا من 13.6 مليار شيكل في 2021، بينما ارتفعت بنسبة 34% مقارنة مع عام 2019، حين سجلت آنذاك 11.7 مليار شيكل.

وفي آخر 10 سنوات، نمت الإيرادات الفعلية للحكومة الفلسطينية، بنسبة 88%، صعودا من 8.36 مليارات شيكل في عام 2013.

كذلك، نمت المنح الخارجية بنسبة 10.4% خلال العام الماضي، لتسجل 1.174 مليار شيكل، صعودا من 1.06 مليار شيكل في 2021.

وحتى مع إعلان الحكومة عن تعرضها لأزمة مالية حادة، إلا أنها لم تصرح حتى اليوم عن إجراءات تقشفية تساعدها على إدارة الإيرادات والنفقات الفعلية.

التقشف عنصر رئيس لإدارة أية أزمات مالية، ولجأت له دول نفطية كبرى كالسعودية والجزائر والإمارات والكويت وسلطنة عمان، مع تفشي جائحة كورونا، بالتزامن مع تراجع أسعار الخام عالميا لمتوسط 15 دولارا لبرميل برنت، من 60 دولار.

ارتفع مجمل إيرادات الحكومة بنسبة 15% خلال العام الماضي، مقارنة مع 2021، لتسجل 15.7 مليار شيكل، صعودا من 13.6 مليار شيكل في 2021، بينما ارتفعت بنسبة 34% مقارنة مع عام 2019

أما إجمالي الدين العام (دون احتساب المتأخرات)، بلغت حتى نهاية 2022 نحو 12.5 مليار شيكل، مقارنة مع 12 مليار شيكل بنهاية 2021، وهو أعلى مستوى منذ تأسيس السلطة الفلسطينية.

خلال العامين الماضي والجاري، حدّثت الحكومة الفلسطينية سيارات تتبعها، في عديد المؤسسات العمومية، لكن تعذر على منصة المنقبون الحصول على الرقم الدقيق من وزارة المالية، لعدد السيارات التي تم تحديثها.

اليوم تراكم على الحكومة، ما تبقى من أجور الموظفين العموميين (على رأس عملهم)، قرابة 1.6 مليار شيكل، وهي ديون عليها بفائدة صفرية؛ وهنا تكون الحكومة قد تجنبت "الاقتراض بفوائد" لتوفير فاتورة الرواتب.