بدأت درجات الحرارة بالانخفاض في غالبية دول الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع جهود الحفاظ على احتياطيات كافية من الغاز الطبيعي.

وعلى الرغم من نجاح دول القارة العجوز في بناء احتياطيات تجاوزت 95% من مخازن الغاز الطبيعي، فإنها احتياطيات تكفي دول التكتل لمدة 5 أشهر في أفضل الأحوال، بينما الفترة المتوسط تقترب من 3.5 شهر.

ودفع اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي والمخاطر بأن تقطع موسكو الإمدادات، التكتل، إلى استهداف مستوى ملء 80% من مواقع التخزين بحلول الأول من نوفمبر، لكن النسبة قفزت إلى 95%.

كيف تستعد أوروبا للشتاء؟

وصلت الدول الأوروبية إلى هدف 1 نوفمبر/تشرين الثاني لملء مواقع تخزين الغاز الطبيعي بنسبة 80% في وقت مبكر من الشهر الماضي، لكن الملء يستمر قبل الشتاء لتجنب توقف الصناعة وتقنين الطاقة، حيث تضاءلت عمليات التسليم من المورد الرئيسي روسيا في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

إن تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية إلى أوروبا ليس الآن سوى جزء يسير مما كان عليه في السنوات الأخيرة.

وفي تحول جديد للأحداث، تعرض خط أنابيب نورد ستريم 1 الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا، إلى التوقف الكامل عن العمل إلى أجل غير مسمى، بسبب مشكلات فنية، في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي في ما وصفه مسؤولون أوروبيون وأمريكيون بأنه تخريب، ما يدفع أوروبا إلى شتاء السخط، كما وصفه مراقبون.

معدلات تخزين الغاز في أوروبا

ومع ذلك، ما تزال مواقع تخزين الغاز تمتلئ مع تحول البلدان من الغاز إلى الفحم أو النفط في محطات الطاقة والصناعة وزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG).

انتصار ساحق لـ"بوتين" في حرب الغاز.. أوروبا ترفع الرايات البيضاء
ولكن هذا الملء يأتي أيضا بالتزامن مع تراجع الطلب على الغاز من مصنعي الأسمدة والصلب والورق والمستهلكين الآخرين المنتجات بسبب الضغط التضخمي، وعدم قدرتهم على الإنتاج في ظل سعر غاز مرتفع.

وفي حين أن أوروبا تفتقر إلى بيانات شفافة حول من يملك الغاز المخزن، فإن الجزء الأكبر مملوك من قبل الشركات الخاصة، وجزء أقل للشركات المملوكة للدولة.

كم يكفي مخزون الغاز دول أوروبا؟

وبلغت نسبة امتلاء المخازن في فرنسا 100% بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تكفيها لمدة لا تزيد عن 4 أشهر من إجمالي الاستهلاك الطبيعي الشهري، وقد ترتفع النسبة إلى 5 أشهر مع تنفيذ تقشف.

بينما بلغت النسبة في بلد مثل ألمانيا 99% من إجمالي السعة الاستيعابية لمنشآت التخزين حتى نهاية الشهر الماضي، تكفيها لمدة لا تزيد على 4 أشهر في الظروف الطبيعية، بحسب بيانات اتحاد موردي الغاز.

فيما بلغت نسبة امتلاء منشآت التخزين في إيطاليا، قرابة 95% بنهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي تكفيها لمدة 3.8 شهر، وقد تصعد إلى 5 أشهر مع تنفيذ عمليات تقشف.

بينما بلغت نسبة الامتلاء في هولندا حتى نهاية أكتوبر نحو 92% من إجمالي السعة الاستيعابية، تكفيها لمدة تزيد قليلا على 5 أشهر في الظروف الطبيعية.

إلا أن فترة الاكتفاء للمخزونات قد ترتفع أو تتراجع بناء على الشتاء القارس أو المعتدل أو الدافئ الذي ستشهده القارة العجوز في الشهور بين ديسمبر/كانون الأول - مارس/آذار المقبل.

وتاليا، بعض دول الاتحاد الأوروبي التي أعلنت عن مخزوناتها من الغاز الطبيعي من إجمالي السعة الاستيعابية للمخازن:

النمسا: 92%

بلجيكا: 100%

بلغاريا: 90%

كرواتيا: 94%

التشيك:97%

الدنمارك: 100%