تقرير | الفوضى تعم مطارات العالم.. حين تتحول الرحلة إلى محنة

2022-06-23T065257Z_917398042_RC23JU91CY1V_RTRMADP_3_HEATHROW-OUTLOOK.jpg
المنقّبون - The Miners - العين الإخبارية

ظهرت منذ الشهر الماضي، طوابير المسافرين داخل المطارات، بينما تكافح صناعة الطيران لتعيين موظفين بعد موجات من التسريح أثناء كورونا.

بعد أيام من إعلان الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" عن تراجع حاد في خسائر قطاع السفر الجوي خلال العام الجاري، بسبب زيادة الطلب، إلا أن شركات الطيران العالم تعيش في حالة رعب.

يعود الرعب الذي يتملك شركات الطيران خاصة في جنوب وشرق آسيا، والولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا إلى ضعف القوى العاملة ونقص شديد في أطقم العمل بالمطارات.

كما تعود الأزمة إلى جائحة كورونا، عندما اضطرت غالبية مطارات العالم الاستغناء عن طواقم بالمئات وربما الآلاف من العاملين في المطارات والطائرات بسبب تراجع الطلب على النقل الجوي.

اليوم، وبعد انتعاش الطلب على السفر وإلغاء كافة القيود ضد تفشي فيروس كورونا، تشهد مطارات العالم نقصا في عدد الموظفين وسط صعوبة في توفير الأطقم الكافية القادرة على خدمة المسافرين سواء في المطارات أو الطائرات.

رحلة جوية تتحول إلى محنة

والأسبوع الماضي، تحولت رحلة روتينية مدتها أربع ساعات على متن إيزي جيت من لندن إلى اليونان إلى محنة لمدة 24 ساعة، بدأت عندما ألغت شركة الطيران البريطانية رحلتها دون سابق إنذار، لعدم توفر الموظفين.

وظهرت منذ الشهر الماضي، طوابير المسافرين داخل المطارات، بينما تكافح صناعة الطيران لتعيين موظفين بعد موجات من التسريح أثناء جائحة COVID-19. 

وتصدرت المشاكل الناجمة عن نقص الموظفين في شركات الطيران والمطارات وشركات المناولة الأرضية، عناوين الأخبار، إذ تم إلغاء أكثر من 500 رحلة طيران في المملكة المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي فقط.

في الولايات المتحدة أيضا، ألغيت آلاف الرحلات الجوية خلال عطلة يوم الذكرى؛ بينما في أوروبا، ألغى مطار شارل ديجول في باريس ربع رحلاته يوم الخميس الماضي بعد إضراب.

وعلقت شركة الطيران الهولندية KLM مؤخرا رحلات الركاب إلى مطار شيفول في أمستردام بعد سوء الأحوال الجوية وصيانة المدرج مما زاد من الاكتظاظ الناجم عن نقص الموظفين.

إجمالاً، تم إلغاء 4% من الرحلات الجوية العالمية يوم السبت الموافق 4 يونيو/حزيران الجاري، وفق تقرير أوردته صحيفة فايننشال تايمز، نقلا عن مزود بيانات الصناعة "OAG".

اتُهمت الشركات بالاستغناء عن عدد كبير جدا من الموظفين عندما ظهر الوباء لأول مرة، ثم وجدوا أنفسهم غير مستعدين بشكل ميؤوس منه لعودة الركاب، على الرغم من أن الكثيرين توقعوا أن يكون هناك طلب مكبوت كبير على السفر.

أزمة توظيف

واليوم، أصبح كفاح الصناعة لتعيين موظفين بديلين أكثر صعوبة في أسواق العمل الضيقة للانتعاش؛ لكن الأزمة كشفت أيضا عن الطريقة التي يجب أن تتحد بها شبكة مترابطة من الشركات بسلاسة للحصول على طائرة في الهواء. 

عندما يتذبذب جزء واحد من النظام الإيكولوجي للطيران، فإنه يؤدي إلى تعطل متتالي عبر سلسلة التوريد.

قال هولاند كاي الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو: إن الصناعة مرت بأزمة وجودية على مدى العامين الماضيين؛ مع عدم وجود إيرادات وتكاليف ثابتة عالية جدا.. إعادة بناء هذه القدرة مرة أخرى أمر صعب للغاية".

قبل عامين من اليوم، وأثناء قبضة عمليات الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا، كانت شركات الطيران تقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة، وتركز على خفض التكاليف مع اختفاء الركاب وتزايد الخسائر. 

على سبيل المثال، استغنت شركة الخطوط الجوية البريطانية عن حوالي 10000 من قوتها العاملة البالغ عددها 42000، وهي خطوة وصفتها لجنة برلمانية بريطانية بأنها "تدمير طائش".

وفي ألمانيا، قالت إدارة مطار فرانكفورت ، إن شركة لوفتهانزا ستلغي 900 رحلة في يوليو/تموز المقبل، وألقت باللوم على "الاختناقات ونقص الموظفين".

بينما قدرت الحكومة الأمريكية أن 100000 وظيفة في صناعة الطيران قد فقدت بحلول سبتمبر 2021 على مستوى الولايات المتحدة فقط، على الرغم من أنها قدمت أكثر من 50 مليار دولار (71.2 مليار دولار) من الدعم لشركات الطيران.