قائمة الموقع

تحليل | الذهب يعيد الزمن إلى الوراء.. هل نعيش لحظة "جيمي كارتر" جديدة؟

2025-12-25T11:00:00+02:00
history-of-gold-prices-bullion-scaled.webp
المنقبون - The Miners

مع تسجيل الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة وتجاوزه حاجز 4,500 دولار للأونصة في جلسة 24 ديسمبر 2024، بدأ خبراء الأسواق والاقتصاديون يربطون بشكل متزايد هذا الصعود التاريخي بما جرى أواخر السبعينيات وتحديدا خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر. 

ورغم اختلاف السياقات الزمنية والسياسية، إلا أن القاسم المشترك يبقى واضحا: تآكل الثقة بالدولار، وتصاعد المخاوف الجيوسياسية، وعودة التضخم إلى الواجهة.

فهل نحن فعلاً على أعتاب تكرار نسخة جديدة من "لحظة كارتر"؟ وما الذي يجعل الذهب اليوم يروي فصولا قديمة بحروف معاصرة؟

كارتر والذهب 

في عهد كارتر، واجه الاقتصاد الأمريكي تضخما جامحا تجاوز 13%، ومعدلات فائدة فلكية وصلت إلى 20%، وركودا مرافقا لبطالة مرتفعة، وسط أزمة ثقة غير مسبوقة بالدولار؛ وكانت الثقة بالمؤسسات النقدية تتآكل، تماما كما يحدث اليوم.

وبينما كانت الولايات المتحدة غارقة في تداعيات أزمة النفط والصراع مع إيران بعد الثورة الإسلامية، لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ أخير، ما دفع بأسعاره إلى الارتفاع من 35 دولارا في أوائل السبعينيات إلى أكثر من 800 دولار في 1980.

رغم اختلاف السياقات الزمنية والسياسية، إلا أن القاسم المشترك يبقى واضحا: تآكل الثقة بالدولار، وتصاعد المخاوف الجيوسياسية، وعودة التضخم إلى الواجهة.

اليوم، وعلى وقع الحروب المتنقلة والانقسام السياسي في أمريكا، وديون تتجاوز 38 تريليون دولار، يرى كثيرون أن البيئة الاقتصادية تعود إلى مناخ "كارتر"، ولكن بأدوات العصر الرقمي.

المشهد كما تلخصه منصة المنقبون في 2025 يحمل أوجه شبه مقلقة:

  • التوتر مع إيران يعود إلى الواجهة، تماما كما حدث في أزمة السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.
  • الدولار، رغم رفع الفائدة بدأ يفقد جاذبيته مع تصاعد الديون السيادية وعجز الميزانية الأمريكية.
  • البنوك المركزية حول العالم تتجه لتكديس الذهب، كما فعلت في عصر كارتر هروبا من تقلبات العملات الورقية.

الذهب الذي لا يدفع فائدة بات جذابا من جديد لأنه يعكس انعدام الثقة في أدوات السياسة النقدية التقليدية. 

كما أن عودة المخاوف من التضخم، وسط احتمالات تيسير نقدي جديد في 2026، تُعزز من موقع المعدن الأصفر كـ"تحوّط لا يُستغنى عنه“.

ورغم الفارق الزمني بين الحقبتين، فإن النمط واضح وهو أنه عندما يفقد الدولار هيبته، ويصعد التوتر السياسي، ويتراجع اليقين بالمؤسسات، يتقدم الذهب إلى الواجهة. 

تحليل المنقبون يرى أن ما يحدث الآن ليس تكرارا حرفيا لفترة كارتر، لكنه استعادة مدروسة لسيناريو انطلقت فيه أسعار الذهب كصاروخٍ خارج المدار.

يقول محللون في بلومبرغ إن كل صعود حاد للذهب يحمل بصمات أزمة ثقة؛ وفي 2025 كما في 1979، تتوفر كل عناصر الانفجار: سياسات مالية غير منضبطة، صراع دولي مفتوح، وانكشاف كامل أمام المتغيرات الجيوسياسية.

 

اخبار ذات صلة