قفز الذهب إلى مستوى قياسي جديد، هو الـ 50 هذا العام، مدفوعا بتصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التوقعات بقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمزيد من خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ما عزز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين العالمية.
ووصل سعر الذهب الفوري إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 4,497.74 دولار للأونصة، قبل أن يستقر قرب 4,473 دولار في تعاملات اليوم الثلاثاء، مسجّلًا ارتفاعًا بنسبة 1.2% خلال الجلسة، في امتداد لأقوى موجة صعود يشهدها المعدن الأصفر منذ عام 1979.
وجاءت هذه القفزة التاريخية في ظل تصاعد التوترات في فنزويلا، حيث قامت الولايات المتحدة باعتراض ناقلات نفط في خطوة تصعيدية تجاه حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، ما أعاد المخاطر الجيوسياسية إلى صدارة مشهد الأسواق العالمية.
وتنقل بلومبرغ عن أحمد عسيري، الخبير الاستراتيجي في مجموعة Pepperstone قوله إن “الاضطرابات الجيوسياسية أعادت تشكيل المشهد. ورغم أنها لم تؤدِّ إلى حالة هلع واسعة في الأسواق، فإنها عززت الطلب على الذهب كتحوط لا غنى عنه.”
لم يكن الذهب وحده من يشهد هذا الازدهار، إذ ارتفعت الفضة بأكثر من 140% منذ بداية العام، مدفوعة بـ"شورت سكويز" تاريخي في أكتوبر، ومضاربات نشطة، واختلالات في سلاسل الإمداد
عام استثنائي للمعدن الأصفر
سجّل الذهب ارتفاعا بنسبة 70% منذ بداية العام، ويبدو في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، بدعم من الشراء المكثف من قبل البنوك المركزية حول العالم، بالإضافة إلى تدفقات قوية إلى الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs).
بيانات مجلس الذهب العالمي أظهرت أن حيازات صناديق الاستثمار في الذهب ارتفعت خلال جميع شهور السنة باستثناء مايو، وسط تحوّل ملحوظ من قبل المستثمرين الأفراد أكثر من المؤسسات، وفقًا لما ذكره أبورفا جاڤاديكار، كبير الاقتصاديين في Muthoot Fincorp.
الفضة تخطف الأضواء
ولم يكن الذهب وحده من يشهد هذا الازدهار، إذ ارتفعت الفضة بأكثر من 140% منذ بداية العام، مدفوعة بـ"شورت سكويز" تاريخي في أكتوبر، ومضاربات نشطة، واختلالات في سلاسل الإمداد.
سجّلت الفضة أعلى مستوياتها عند 69.99 دولار للأونصة، قبل أن تستقر عند 69.20 دولار. ومع استمرار انخفاض المخزونات المرتبطة ببورصة شنغهاي إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2015.
ويترقب المستثمرون تطورات ملف تحقيق وزارة التجارة الأمريكية في واردات المعادن الاستراتيجية، والتي قد تؤدي إلى فرض تعريفات أو قيود تجارية جديدة.
ورغم دخول الذهب والفضة في مناطق "تشبّع الشراء" من الناحية الفنية (RSI أعلى من 80)، فإن المستثمرين ما زالوا يتدفقون على السوق، ما يشير إلى أن هذه المستويات قد لا تشكل سقفًا فعليًا بل نقطة انطلاق نحو موجة صعود جديدة في 2026.
ويتوقع بنك غولدمان ساكس أن تصل أسعار الذهب إلى 4,900 دولار للأونصة العام المقبل، مع وجود احتمالات لمزيد من الارتفاع، إذا استمرت الظروف العالمية الداعمة للمعدن النفيس.