واحدة من أعنف الضربات منذ سنوات، تعرضت لها أسواق العملات المشفّرة في شهر تحوّل إلى اختبار تحمّل قاسٍ لوول ستريت وللمؤسسات التي ضخت المليارات في بتكوين عبر صناديق الـETF.
بتكوين انهار إلى 80,500 دولار في تعاملات أمس الأحد، قبل أن تصعد بالتعاملات المبكرة الإثنين إلى 85 ألف دولار، لكنه سعر بعيد عن القمة التاريخية المسجلة في أكتوبر البالغة 126 ألف دولار.
بتكوين، ووفق مسح المنقبون استنادا إلى بيانات كوين ماركت كاب، سجل أسوأ أداء شهري منذ كارثة Terra التي أطاحت بـ 60 مليار دولار عام 2022.
لكن الخسارة هذه المرة أعمق وأوسع، نصف تريليون دولار تبخّر من القيمة السوقية للعملة خلال أسابيع, بينما شهدت الصناديق المرتبطة ببتكوين نزوحاً بالمليارات، وتعرضت شركات “خزائن الأصول الرقمية” لضربات قاسية.
يظهر تحليل لمنصة كوين بيس، أن اليوم أصبح مستقبل الكريبتو معلقاً على مزاج المستثمرين في أسهم الذكاء الاصطناعي. والأحاديث حول الفقاعة تتصاعد، وأي شرارة جديدة قد تدفع المستثمرين إلى البيع.
الغريب أن الهبوط هذه المرة ليس نتيجة فضيحة، ولا انهيار مؤسسة، ولا احتيال، إنها أزمة ثقة لا أزمة نظام.
وتسارعت الانهيارات بعد فلاش كراش 10 أكتوبر، حين تمّت تصفية 19 مليار دولار من المراكز خلال ساعات بسبب ضعف السيولة وارتفاع الرافعة المالية في عطلة نهاية الأسبوع، وهي نقطة الضعف التي ما زالت تلاحق أسواق الكريبتو رغم “التداول على مدار الساعة”.
ورغم أن بتكوين لا يزال أعلى بـ 50% من مستوياته قبل الانتخابات الأميركية، فإن أغلب المكاسب التي رافقت ما سُمّي “العصر الذهبي للكريبتو” تبخّرت خلال أسابيع قليلة، في عام اعتقد فيه الرئيس دونالد ترامب أن العملة ستعيش صعوداً تاريخياً.
كذلك، تعرضت شركات الـTreasury الرقمية المبنية على نموذج Strategy Inc لسحوبات ضخمة، مع تساؤلات متزايدة حول قيمة شركات لا تفعل شيئاً سوى الاحتفاظ بالرموز.
ويظهر تحليل لمنصة كوين بيس، أن اليوم أصبح مستقبل الكريبتو معلقاً على مزاج المستثمرين في أسهم الذكاء الاصطناعي. والأحاديث حول الفقاعة تتصاعد، وأي شرارة جديدة قد تدفع المستثمرين إلى البيع.
كذلك، سجل مؤشر الخوف والطمع 11 من 100، وهذا يعني منطقة “الخوف الشديد”، فلا مشترين طبيعيين ولا سيولة ولا دعم مؤسسي.