هوت مؤشرات "وول ستريت" بصورة حادة الجمعة لليوم الثاني، بعد الأرقام السلبية المفاجئة للوظائف والارتفاع القوي للبطالة، التي أعطت إشارات واضحة لضعف الاقتصاد الأميركي وتأثير كبير لرفع الفوائد.
وأظهر تقرير وزارة العمل أن الوظائف غير الزراعية ارتفعت بمقدار 114 ألف وظيفة في يوليو الماضي، وهو أقل بصورة حادة من التوقعات التي كانت عند 175 ألف وظيفة.
وارتفع معدل البطالة إلى 4.3 في المئة، من 4.1 في المئة قبل شهر، وهو عند أعلى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وزاد من حدة الأجواء المتشائمة إعلان شركتي "أمازون" و"إنتل" عن توقعات متشائمة لأدائهما، وهو ما أدى إلى تهاوي سهم إنتل 28.5 في المئة مع بداية الافتتاح، وسهم "أمازون" بنسبة تفوق 10 في المئة.
وعلى الفور، تبدلت حسابات "وول ستريت" بخصوص الفائدة، فبعدما كانت كل التوقعات تشير إلى خفض 0.25 في المئة، ارتفع الرهان لدى المستثمرين لاحتمال خفض الفائدة 0.50 في المئة في سبتمبر/أيلول المقبل.
وانخفض مؤشر السوق بنسبة 1.84%. وخسر مؤشر ناسداك المركب 2.43%، ما أدى إلى انخفاض مؤشر التكنولوجيا من أعلى مستوى له على الإطلاق بأكثر من 10%. انخفض مؤشر داو جونز الصناعي 610.71 نقطة، أو 1.51%.
وتباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في يوليو/تموز، في حين ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو ما قد يزيد المخاوف من تدهور سوق العمل، الأمر الذي قد يجعل الاقتصاد عرضة للركود.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 3% في جلسة الجمعة مع تعرض أسواق الأسهم العالمية لاضطرابات بعدما أدى تقرير الوظائف الأميركي إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ اقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم.
ونزل المؤشر 2.7% إلى 497.85 نقطة، مسجلا أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر.
وتراجعت معظم المؤشرات الفرعية الأوروبية إذ هوى قطاع التكنولوجيا 6.1%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، وفق "رويترز".
ومع أن أخبار خفض الفائدة إيجابية للشركات، خصوصاً التكنولوجية منها التي يتشكل منها مؤشر "ناسداك"، إلا أن الهلع يسيطر على المستثمرين بسبب حال عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد.
وتفاقمت الأزمة في الأسواق سريعاً لأن اعتقاداً انتشر أخيراً بصورة واسعة بأن ارتفاعات "وول ستريت" في العامين الماضيين مبالغ فيها، خصوصاً أن الصعود كان مدفوعاً بتوقعات متفائلة لشركات التكنولوجيا ولموجة الذكاء الاصطناعي.