قائمة الموقع

تحليل | هل اقتصاد إسرائيل مستعد لحرب أخرى في الشمال؟

2024-06-27T06:02:00+03:00
dd625bbc53eb9a82523f53d0574f6baf.jpg
المنقبون - The Miners - الأناضول

بدأت القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية، تترقب تطورات الأوضاع على الحدود الشمالية مع لبنان، الذي يشهد تسخينا متزايدا منذ قرابة الشهر، وسط مخاوف من تحول التوترات هناك إلى حرب.

وحتى اليوم، ما تزال غالبية القطاعات الاقتصادية في إسرائيل، تعاني من تبعات الحرب على قطاع غزة، منذ أكتوبر/تشرين أول الماضي، بصدارة قطاعي السياحة، والإنشاءات، وبدرجة أقل قطاعي الخدمات والزراعة.

إلا أن المخاوف الأكبر لدى الإسرائيليين، هو بنك الأهداف المعلن لدى حزب الله اللبناني ضد مواقع إسرائيلية استراتيجية، وهو ما ظهر في فيديو أعده الحزب، يكشف تفاصيل دقيقة لأبرز المواقع الحيوية.

وبالعودة إلى حرب عام 2006 مع حزب الله اللبناني، فإن التبعات الاقتصادية والسياسية على إسرائيل كانت شديدة التأثير على البلاد في ذلك الوقت.

ويخشى الإسرائيليون اليوم، أن أي توسيع للتوترات في الشمال إلى حرب، يعني أن الكلفة التي ستدفعها البلاد ستزيد عن الكلفة الحالية التي تتسبب بها الحرب على غزة.

** قطاع الكهرباء

ففي قطاع الكهرباء على سبيل المثال، كشف شاؤول جولدشتاين الرئيس التنفيذي لشركة نوجا لإدارة أنظمة الكهرباء، أن العيش في إسرائيل بدون كهرباء لمدة 72 ساعة، سيجعل العيش مستحيلاً وأن حزب الله يمكن أن يضرب الشبكة الوطنية الإسرائيلية بسهولة.

هذه التصريحات التي صدرت عن جولدشتاين، الأسبوع الماضي، في فعالية اقتصادية، لاقت صدى واسعا في البلاد، وصلت حد الدعوة إلى إقالته من منصبه.

ولا تعاني إسرائيل حاليا من نقص في الكهرباء، على الرغم من أن مثل هذا النقص قد ينشأ بين عامي 2028 و2029 بحسب تقديرات وزارة الطاقة.

وفي الوقت نفسه، تعاني إسرائيل من مشكلة مزمنة في صناعة الطاقة المحلية، وهي الفشل في تحقيق أهداف الإنتاج من الطاقة المتجددة التي حددتها الدولة لنفسها، بحسب ما أوردته هذا الأسبوع صحيفة غلوبس المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي.

كذلك، تعاني إسرائيل من أزمة مركزية في قطاع الطاقة، إذ تعتمد على عدد قليل من محطات الطاقة الكبيرة، وغياب محطات الطاقة الصغيرة، وهو ما يجعل البلاد عرضة للظلام في حال ضرب هذه المنشآت من جانب حزب الله.

** السياحة والزراعة

واليوم، بعدد 9 شهور على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعاني البلاد من تراجع نسبته 80 بالمئة في حركة السياحة الوافدة، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الإسرائيلي.

وبلغ عدد السياح الذين زاروا إسرائيل في الشهور الخمسة الأولى من العام الجاري 400 ألف -بما يشمل الزوار من غير السياح لأغراض العمل على سبيل المثال- نزولا من مليوني سائح خلال الفترة المقابلة من 2023.

وما تزال عشرات شركات الطيران العالمية، تعلق رحلاتها من وإلى إسرائيل بسبب الحرب، وسط نفور السياحة من إسرائيل كقبلة لهم.

ومع فرضية الحرب في الشمال، فإن مطاري بن غوريون وحيفا، سيكونان ضمن بنك أهداف حزب الله، كما ظهر في الفيديو الأخير الذي يكشف أبرز المواقع الحيوية في إسرائيل.

ويعني ذلك، أن البلاد لن تكون في وارد القدرة على استقبال رحلات الطيران، سواء المدنية أو العسكرية في مطارات شمال ووسط البلاد، بينما سيبقى مطار رامون (جنوب) قادرا على العمل، إلا إن وقع هو الآخر ضمن أهداف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

أما الزراعة، فما تزال مستوطنات غلاف غزة، أو كما يفضل الإسرائيليون تسميتها بـ "سلة غذاء إسرائيل"، مناطق عسكرية مغلقة، على الرغم من تشجيع الحكومة الإسرائيليين للمستوطنين هناك بالعودة إلى منازلهم.

لكن الأزمة الأكبر، والتي تعاني منها إسرائيل اليوم، أن مناطق الشمال والتي تتميز بتربتها الخصبة، أصبحت منذ أكتوبر الماضي، مناطق عسكرية أو أراض غير قابلة للاستغلال في ظل القصف المتبادل مع حزب الله.

** لم تبدأ الحرب

وبينما لم تبدأ الحرب في الشمال، إلا أن قادة الأعمال في إسرائيل محبطون من إدارة نتنياهو للبلاد، ما دفع البعض منهم إلى التفكير في دخول السياسة لمنافسته.

والأسبوع الماضي، دعا منتدى ضم أكبر 200 من قادة الأعمال في إسرائيل، والذي يتألف من مالكي ورؤساء ورؤساء تنفيذيين لشركات كبرى، إلى إجراء انتخابات مبكرة "لإنقاذ إسرائيل من أزمة اقتصادية عميقة".

وضم المنتدى الذي احتضنته تل أبيب، نصف الشركات المدرجة في مؤشر بورصة تل أبيب TA-35، بما في ذلك الرؤساء التنفيذيون لأكبر البنوك العاملة في إسرائيل.

تأتي هذه الدعوات، بينما تشير تقديرات البنك المركزي إلى أن الحرب على غزة فقط دون حزب الله ستكلف نحو 67 مليار دولار حتى عام 2025، أو ما يقرب من 15% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.

بينما انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023 لأول مرة منذ ثماني سنوات، وفقا لصندوق النقد الدولي، فيما تتجه الحكومة هذا العام إلى تسجيل أحد أكبر العجوزات في ميزانيتها هذا القرن في 2024.

اخبار ذات صلة