ماذا تعرف عن خط الغاز “نورد ستريم 2”؟
إعداد: محمد خبيصة
إعداد: محمد خبيصة
تعيد دول القارة الأوروبية حساباتها بشأن دورها في أي تصعيد مع روسيا، إذ دخلت الأخيرة مع جارتها اللدودة أوكرانيا في أزمة جديدة.
وتتهم أوروبا والولايات المتحدة، موسكو، بأنها تتحضر لغزو أوكرانيا، فيما تحولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية كبرى وأساطيل حربية تنتشر في محيط شرق أوروبا على وجه الخصوص.
وأمام هذه التطورات، هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين 7 فبراير/شباط الجاري، أن بلاده ستنهي على مشروع نورد ستريم 2 في حال اتخاذ روسيا، خطوة لغزو أوكرانيا.
ما هو مشروع نورد ستريم 2؟
هو خط أنابيب يبلغ طوله 1200 كم يربط بين روسيا وألمانيا مرورا ببحر البلطيق؛ تبلغ طاقته السنوية 55 مليار متر مكعب، وتم فعلا الانتهاء من تدشينه، ولكن لم يتم اعتماده بعد من قبل منظم الطاقة الألماني.
فالمشروع، ينظر إليه على أنه يحرم أوكرانيا من رسوم العبور المربحة لها، بل إن وزير خارجية بولندي سابق شبّه ذلك باتفاق مولوتوف - ريبنتروب لعام 1939 الذي قسم أوروبا الشرقية بين ألمانيا النازية وروسيا السوفياتية.
ومنذ عهد الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، كانت واشنطن تعارض فكرة تشغيل الخط، لأنه يزيد اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
تحوّل الغاز في السنوات الأخيرة إلى سلاح سياسي، بل إن أوروبا اتهمت روسيا في سبتمبر/أيلول 2021، بالتسبب في زيادة أسعار الغاز الطبيعي لمستويات قياسية غير مسبوقة، بسبب عدم زيادة موسكو احتياجات القارة العجوز من الغاز.
يحصل الاتحاد الأوروبي حاليا على 41% من احتياجاته من الغاز من روسيا أي 175 مليار متر مكعب، وتكسب الأخيرة 60% من عائدات وارداتها مشن التكتل الأوروبي.
بينما تأتي الأزمة بشأن أوكرانيا، في الوقت الذي تكافح فيه أوروبا للتعامل مع ارتفاع أسعار الغاز والانقسامات الداخلية حول كيفية التخلص من الوقود الأحفوري استجابة لحالة الطوارئ المناخية.
فيديو توضيحي لمسار خط نورد ستريم 2، البالغ طوله 1200 كم، يربط كما هو موضح بين غرب روسيا وصولا إلى شمال ألمانيا مرورا ببحر البلطيق، إذ تعد برلين أكبر مستورد للغاز الروسي، بأكثر من 49% من حاجتها السنوية.
وفي فرضية إيقاف نورد ستريم 2، فإن القرار سيحتاج إلى دعم من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل النمسا وبلغاريا، اللتان تعتمدان بشكل كبير على الغاز الروسي، ومتوتران بشأن استعداء موسكو.
والنمسا وبلغاريا، دولتان من بين 10 دول أعضاء في أوروبا الوسطى والشرقية، تستورد أكثر من 75% من الغاز من جارتها الشرقية.
كذلك، يخشى مسؤولو الاتحاد الأوروبي، أن أي تحرك ضد نورد ستريم 2 قد يؤدي إلى انتقام من موسكو، من خلال غلق صنبور الغاز باتجاه القارة.
ولا تلوح في الأفق، أية حلول لإيجاد بديل عن الغاز الروسي، إذ ترتبط قطر (أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم) بعقود طويلة الأجل مع كبار المستهلكين في آسيا، مثل الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند.
بينما الجزائر المنتج لأكثر من 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وتصدر منه قرابة 60-70 مليار متر مكعب سنويا، فإن إنتاجها لا يكفي لسد حاجة ألمانيا وإيطاليا من الغاز الروسي سنويا.
هل ستغلق روسيا الأنابيب؟
في سؤال طرحته صحفية ذي جارديان، الأسبوع الجاري، حول إمكانية غلق روسيا الأنابيب مع أوروبا، قالت إنه من المستحيل الإجابة دون رؤية ما بداخل عقل فلاديمير بوتين، الذي يحب إبقاء العالم في حالة تخمين.
لكن الكرملين أظهر في السابق استعداده لاستخدام الغاز كسلاح خلال أزمتي الإمداد في عامي 2006 و 2009 اللتين كان لهما تأثير شديد على وسط وشرق أوروبا.
لكن روسيا، تعتمد بشكل كبير على عائدات الوقود الأحفوري (النفط والغاز)، وبذلت جهودا لزيادة الإمدادات إلى الصين، وهي عميل كبير وقوي، على مدار الخمسة عشر عاما الماضية.
ووافقت موسكو الأسبوع الماضي على عقد مدته 30 عاما لتزويد الصين بالغاز وبناء خط أنابيب جديد؛ لكن الاتحاد الأوروبي ما يزال عميلاً مربحًا في الوقت الحالي.